طمأن العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشعوب العربية التي حقق الإٍسلاميون فيها فوزا في الانتخابات التشريعية بأن "الفائزين سيكونون للأمة، معتبرا "فوز الإسلاميين نجاحا للحق والخير والعدل، وكل ما فيه برا وقسطا للأمة". وشهد للإسلاميين الذين انتصروا في الانتخابات المصرية من الإخوان والسلفيين بأنهم "يتحدثون حديث العقلاء، ويعلمون أنهم في أمة ولا يريدون أن يأخذوا الناس بالعصا والقسوة". وأشار القرضاوي، إلى أنهم يدركون أن الناس لحم ودم وقلوب وعقول يريدون أن يقادوا من عقولهم، مؤكدا أن المسلم الحق يعتقد أنه "مبعوث الله لإحياء الأمة من موتها، بالإيمان والأخلاق والمعاملة الحسنة". وذكر في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس الجمعة بجامع عمر بن الخطاب أن «الإسلام تسامح وتساهل ويسر ليس فيه إجحاف للناس». وهنأ العرب والمسلمين بنجاح الإسلاميين، متمنيا الخير للشعب المصري بفوز الإسلاميين في الانتخابات التشريعية. وذكر أن الإسلاميين أصبحوا الأغلبية بحمد الله، ولم يستطع من حاول وفعل أن يحرف الأمة عن حقيقتها. وقال: «نحمد الله تبارك وتعالى على أن أمتنا لا تزال بخير، ولا يزال الإسلام هو المرجع والمرجح الأول فيها». ووجه رسالة اطمئنان لغير المسلمين قائلا: "أمتنا تفتح أيديها وأذرعها للآخرين، تريد أن تتعامل مع الجميع ولا ترفض أحدا"، وخاطب أقباط مصر بقوله: "نحن منكم وأنتم منا، لكم ما لنا وعليكم ما علينا، إلا ما اقتضاه الخلاف في الدين". وشدد على ضرورة تعايش الأمة بعضها مع بعض/ مستشهدا بقول الله عز وجل: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) [سورة الممتحنة آية: 8] وأكد أن الأمة ستظل أبد الدهر مستمسكة بإسلامها وقرآنها ونبيها، لا تحيد عن كتاب الله وسنة رسول الله. وأقر بأن الأمة قد تعصي الله في جزئيات مختلفة، مؤكدا أن الإسلام سيظل ممسكا بالأمة، مشيرا إلى «الانحرافات والتجاوزات والمظالم والمآثم والكبائر والموبقات التي حدثت في مسيرة الأمة وحاولت أن تسلخها عن جلدها وأن تخرجها عن جوهرها وأن تحرف مسيرتها، ولكن أبى الله ذلك وأبقى الأمة على دينها".