حلت آن هيدالغو، عُمدة مدينة باريس، بالمغرب في إطار زيارة رسمية، دامت يومي الأربعاء والخميس، تضمنت لقاءات مع عدد من المسؤولين المغاربة، وكان ضمن أجندتها مناقشة ملف القاصرين المغاربة في شوارع العاصمة الفرنسية. وزارت عمدة العاصمة الفرنسية، صبيحة اليوم الخميس، المدرسة الوطنية للسيرك شمسي بسلا التي تركز على استقطاب الشباب والقاصرين المهمشين، مدرسة الفرصة الثانية التي تُشرف عليها الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة. وقالت هيدالغو، في تصريح للصحافة، إن "زيارتها لسيرك سلا ومدرسة الفرصة الثانية كانت جد ملهمة"، مشيرةً إلى أن هذه "المدرسة تستقبل الأطفال والشباب بمنهاج تعلمي يؤهلهم لمهن السيرك والعروض". وذكرت المسؤولة الفرنسية أن هذه المدرسة "مصدر إلهام، خصوصاً فيما يتعلق بالأطفال القاصرين المغاربة في باريس؛ وهو موضوع مشترك مؤلم، نعمل منذ مدة مع السلطات المغربية والجمعيات أيضاً من أجل إيجاد حلول هنا وهناك". وأشارت هيدالغو إلى أن "مجال فنون السيرك طريق مهمة لحل هذه الإشكالية، خصوصاً أن عددا من الأطفال الذين مروا منها كان لديهم مسار مماثل شيئاً ما لأولئك القاصرين المغاربة الذين نجدهم فرنسا". وأوردت المسؤولة الفرنسية أن "هذه المدرسة قد تكون وسيلة للدخول في اتصال مع هؤلاء القاصرين، لإخراجهم من وضعيتهم المأساوية". وكشفت هيدالغو أنها عقدت "لقاءً مثمراً جداً مع وزير الخارجية، اليوم الخميس، جرى فيه التطرق لإشكالية الأطفال القاصرين في العاصمة الفرنسية باريس والذين يعيشون في الشوارع". وقالت ثورية بوعبيد، رئيسة الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، إن زيارة عمدة باريس إلى المدرسة تهدف إلى تشجيع الشراكة بين المدرسة الوطنية للسيرك ومدرسة الفرصة الثانية والمدارس الفرنسية". وأوردت بوعبيد، في تصريح للصحافة، أن لقاءها مع الوفد الفرنسي تطرق لمشكل القاصرين المغاربة الذين ينحدرون من مدن مغربية عديدة، خصوصاً مدينة فاس، والتي أُحدثت فيها مدرسة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لاستقبال الأطفال في وضعية غير مستقرة. وتهدف هذه الجمعية، حسب رئيستها، إلى مساعدة الأطفال الذين يعيشون في الشوارع أو لديهم مشاكل اجتماعية أو غادروا المدرسة، حيث تعمل على دعمهم ومساعدتهم على التمدرس والتكوين ليبدؤوا انطلاقة جديدة في حياتهم. وكان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، قد استقبل هيدالغو، أمس الأربعاء في الرباط. وجرى، خلال هذا اللقاء، التأكيد على "جودة الشراكة الإستراتيجية المتميزة التي تربط المغرب وفرنسا، والتي تستند على العديد من القواسم المشتركة الإنسانية والثقافية والاقتصادية وغيرها". وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة أن العثماني وضيفته تطرقا ل"ملف التعاون وتبادل التجارب، خاصة في إطار السياسات الاجتماعية لفائدة فئة الشباب والنساء والطبقات الفقيرة والمتوسطة في مجالات السكن والإدماج الاجتماعي وغيرها من التحديات التي تواجهها الحواضر الكبرى".