أسفرت أحداث مدينة تازة، التي اندلعت أمس الأربعاء، عن إصابة أزيد من عشرين شخصا من المحتجين، بينهم معطلون وطلبة وتلاميذ، حيث تبقى هذه الحصيلة في صفوف المدنيين غير محددة بالضبط، ولا يمكن حصرها، نظرا لأن المصابين لم يقصدوا المستشفيات لتلقي العلاجات، خوفا من المتابعة القضائية. وقد كانت حصيلة هذه الأحداث ثقيلة، أيضا، في صفوف القوات العمومية، حيث أصيب بجروح متفاوتة الخطورة، حسب مصدر أمني من تازة، 26 عنصرا، 17 منهم إصابتهم وُصفت بالبليغة، 14 ينتمون إلى صف القوات المساعدة و3 ينتمون إلى سلك الأمن الوطني، وقد تم نقل 5 حالات إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات الضرورية، فيما تم الاحتفاض بآخرين بمستشفى ابن باجةبتازة، وحالتهم لا تدعو إلى القلق. أما على مستوى الخسائر البشرية، فقد تم، على إثر هذه الأحداث، إحراق عربة كبيرة للقوات العمومية، والاعتداء على سائقها من طرف محتجين، كما تم تكسير زجاج خمس سيارات خصوصية كانت رابضة بموقع الأحداث وإلحاق خسائر جسيمة بما لا يقل عن 10 عربات أمنية، كما تم تعطيل الإنارة العمومية بمسرح المواجهات، بعد أن تم إسقاط عدة أعمدة كهربائية، فضلا عن إغراق الطرقات بالحجارة والمتاريس والإطارات المطاطية التي كان المحتجون قد أشعلوا فيها النيران. وقد تم تنظيف الشوارع والأزقة المتضررة، من طرف مصالح البلدية، التي أرجعت الأمور إلى طبيعتها، بعد عودة الهدوء واستتباب الوضع بالأحياء المضطربة. إلى ذلك، كانت "هسبريس" قد نشرت أمس على موقعها، عدة أشرطة فيديو تظهر حدة المواجهات بين المحتجين والقوات العمومية، حيث ظهر في هذه "الفيديوهات" شبان يرشقون القوات العمومية بالحجارة، والنيران مشتعلة بإطارات السيارات، فيما ظهرت سيارة كبيرة (فاركونيط) تحترق، يعتقد أنها تابعة للقوات العمومية، كما أظهرت "فيديوهات" تناقلتها مواقع إلكترونية عدة، أحد التلاميذ يتحدث، وهو ينزف دما من رأسه، عن كونه ينتمي إلى إعدادية العهد الجديد وأصيب جراء هذه الأحداث. يذكر، أن موجهات تازة، ليوم أمس الأربعاء، اندلعت مع القوات العمومية بعد "التحام" وقفة احتجاجية لمعطلين أمام مقر عمالة تازة ومسيرة أخرى لطلبة من الكلية المتعددة الاختصاصات لتازة كانت متوجهة نحو المحكمة لمؤازرة طالب قاعدي (عز الدين الرويسي) يتابع في ملف سابق، قبل أن ينظم إليهم شبان وتلاميذ ينتمون لحي الكوشة الشعبي المجاور لمقر العمالة، وهو الحي الذي كان يعرف احتقانا بسبب سخط السكان من غلاء فواتير الماء والكهرباء للفترة الأخيرة.