استغل محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المؤتمر الجهوي لحزبه في الدارالبيضاء لشن هجوم على حكومة سعد الدين العثماني، بعد انسحاب حزبه منها، حيث اتهمها بالتهاون في تقديم تصريح حكومي بعد التعديل الأخير. وأكد بنعبد الله في كلمة له مساء اليوم السبت، بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة الدارالبيضاءسطات، أن "الحكومة لم تقدم تصريحا جديدا بعد التعديل الحكومي، وهذا يساهم في تبخيس السياسة"، يقول بنعبد الله، مشيرا إلى أن الحكومة "يتعين أن يكون لها نَفَس سياسي، وأن تقول هكذا سنسير القطاعات، ونتراجكم بأن تعطو المعنى للسياسة". وأضاف المسؤول الحزبي ذاته، وهو يتحدث عن أسباب مغادرة تنظيمه الحكومة، "ضاقت بينا ليام، وقد نبهنا إلى ذلك في الفترة الأخيرة، خصوصا مع حكومة العثماني، وقلنا إن هناك مشاكل في البلاد، وأن الهوة بين المواطنين والعمل السياسي تتسع، ولاحظنا بروز قضايا تظهر استمرار الريع ومراكمة قطاعات مبالغ خيالية". وتابع قائلا: "في ضربة غشت ومغادرة أفيلال الحكومة، كان جزء أساسي من الحزب يقول: كفى. لكن بعد ذلك تبين أنه وجب إحداث قطيعة". واستغرب وزير السكنى وسياسة المدينة الأسبق من "التطاحن بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار"، الحليفين بالحكومة، وقال: "غداة الخطاب الملكي بدأ التطاحن من داخل المكونات الحكومية، وهذا الصراع السياسوي ليس سوى حول من سيربح انتخابات 2021، وهذه من الأسباب التي جعلتنا نخرج من الحكومة". وحذر بنعبد الله من استمرار الوضع الحالي، ومن الاحتقان الذي تعرفه مجالات عدة، قائلا: "ما بقى معنى، وإيلا بقينا غادين هاكا غادي نطيحو في عناصر مدخلة للفوضى"، مضيفا: "آن الأوان لإعادة النظر، ونعطي معنى جديدا للعمل والنفس الديمقراطي". وأشار زعيم "حزب الكتاب" إلى أن "المواطن خاصو يتنفس، ويشم هواء جديدا، ويشعر بأن هناك محاربة حقيقية للمظاهر التي نخرت البلاد، وعلى رأسها الفساد والرشوة"، وزاد: "حين اعتلى الملك العرش، تعلمون كيف كان جو التعبئة. يتعين أن نعود إلى هذا الجو لأن المغرب كان كله مشاريع إصلاحية، وكانت إلى جانب الملك أحزاب لعبت دورا وأطرت". وقال بنعبد الله: "اليوم هناك نقائص، وخاصنا نشوفو ريوسنا في المرايا. هناك شباب معطلون تحولوا إلى عبء على أسرهم، وهذه الأوضاع المأساوية نجد لها امتدادات في مجالات عدة". ولَم تسلم الدارالبيضاء، التي انطلق منها الحزب، من انتقادات بنعبد الله، بحضور نائب عمدة العاصمة الاقتصادية عبد الصمد حيكر، حيث قال إن "الدارالبيضاء بضواحيها لا تزال تحمل نقائص، وثغراتها كبيرة في أحيائها الهامشية أو في مركزها. ما زلنا نجتر مظاهر لا تليق ببلادنا: مظاهر الفقر والإقصاء والتهميش وعدم الحصول على القوت اليومي. وهي مظاهر ترأسها هنا دون الحاجة إلى التنقل إلى الهوامش لرؤيتها". وأضاف "هذه مدينة المفارقات والتناقضات، وعلينا جميعا، وكل من يتحمل المسؤولية من الحكومة والمجالس المنتخبة، ألا ننسى بأن هذه المدينة، باعتبارها قاطرة للتنمية، تتعرض للكثير من التناقضات التي انفجرت في وقت سابق".