كشفت دراسة أسترالية حديثة، أن عدوى المكورات الرئوية التي يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا، مرتبطة بنقص المناعة لدى الأطفال، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول التركية. الدراسة أجراها باحثون بمعهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (JAMA Pediatrics) العلمية. والمكورات العنقودية الرئوية، هي بكتيريا تتسبب في إصابة الأطفال بعدد من الأمراض الخطيرة، مثل تعفن الدم، والالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، والتهابات مجرى الدم. وعلى الرغم من زيادة فرص الحصول على تطعيم المكورات الرئوية الذي أصبح شائعا بالنسبة للمواليد في السنة الأولى، إلا أن المرض لا يزال يسبب وفاة حوالي 826 ألف طفل، فيما يعادل 11 بالمئة من وفيات الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم سنويًا. ولكشف تأثير هذه العدوى البكتيرية على الجهاز المناعي للأطفال، راجع الفريق نتائج 17 دراسة شملت 6 آلاف و22 طفلًا، تقل أعمارهم عن 18 عامًا، في جميع أنحاء العالم، وهي أكبر دراسة شاملة أجريت منذ توافر لقاح المكورات الرئوية على نطاق واسع حول العالم. ووجد الباحثون أن معدل نقص المناعة لدى الأطفال الذين يعانون من مرض المكورات الرئوية وصل إلى 26.4 بالمئة. واكتشف الفريق أن مرض المكورات الرئوية الغازية، يمكن أن يكون علامة مهمة للطفل المصاب بنقص المناعة، لكن التشخيص المتأخر يمكن أن يتسبب في تأخر حالة الطفل الصحية، وظهور المضاعفات. في المقابل، وجد الباحثون أن ما يقرب من 70 بالمئة من الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة، لديهم نوبة أو أكثر من مرض المكورات الرئوية الغازية. وقالت الدكتورة أماندا جوي، قائد فريق البحث: "حتى مع انتشار لقاح المكورات الرئوية على نطاق واسع، يُظهر هذا البحث أن هناك مجموعة من الأطفال معرضين للعدوى البكتيرية التي تهدد حياتهم". وأضافت أن "الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين، والذين يصابون بمرض المكورات الرئوية، يجب عليهم اختبار نظام المناعة لديهم، لأن تراجع المناعة مرتبط بعدوى المكورات". وأشارت إلى أن "عوامل تراجع المناعة مرتبطة بالفعل بالولادة المبكرة وسوء التغذية وعدوى فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وتشير الأبحاث إلى أن مرض المكورات الرئوية قد يترافق أيضا مع ضعف الجهاز المناعي". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر لقاحات المكورات الرئوية المتوفرة حاليًا آمنة وفعالة، لذا توصي المنظمة بإدراج لقاحات المكورات الرئوية في برامج التحصين الخاصة بالأطفال في جميع أنحاء العالم.