بدارجة مغربية منطوقة بلكنة عبرية، استهل مسؤول إسرائيلي بوزارة الخارجية الإسرائيلية حديثه عن العلاقات القائمة بين المغرب وإسرائيل، وبين الشعب المغربي والشعب الإسرائيلي، مقدما هذه العلاقة، إن على المستوى الرسمي أو الشعبي، على نحو جيد. ليؤور بن دور، المسؤول في قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، بث مقطع فيديو تحدث فيه عن "العلاقة المميزة بين الشعب الإسرائيلي والشعب المغربي"، استهله بالإشارة إلى أن "إسرائيل استوعبت، منذ إنشائها، مئات الآلاف من اليهود المغاربة"، مبرزا أن اليهود المغاربة يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع الإسرائيلي. وذهب المسؤول الإسرائيلي الذي حرص على إرفاق مقطع الفيديو الذي بثه بصور ليهود مغاربة وهم يرتدون الأزياء المغربية، إلى القول إن "الثقافة الإسرائيلية تأثرت كثيرا بالثقافة المغربية، ودُمجت فيها عناصر كثيرة من التراث المغربي في مجالات الموسيقى والطبخ، وحتى القيم الإنسانية وقيم الاعتدال والتسامح وقبول الآخر"، على حد تعبيره. وفي وقت ترتفع فيه الأصوات المنادية بتجريم التطبيع مع إسرائيل في المغرب، فإن المسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية توقع أن تصير العلاقات المغربية الإسرائيلية في وضعية أحسن، فبعد إشارته إلى أن الرباط كانت تحتضن مكتب اتصال دبلوماسي إسرائيلي، وكانت لها ممثلية في تل أبيب، خلال تسعينات القرن الماضي، قال: "لكم أن تتخيلوا المشاريع الرائعة التي يمكن أن تفيد الجميع في المستقبل عندما تسود الظروف الملائمة". ويبدو أن المسؤولين الإسرائيليين متفائلون بشأن عودة الدفء إلى العلاقات المغربية الإسرائيلية على المستويين الرسمي والشعبي؛ إذ عبّر على ذلك ليؤور بن دور بقوله: "هل تعلمون أن عشرات الآلاف من السياح الإسرائيليين يزورون المغرب سنويا ويعودون بانطباعات ممتازة عن المغرب والشعب المغربي، ويتحدثون بإعجاب عن صيانة الكنائس اليهودية باعتبارها تراثا مشتركا؟". وأضاف: "أكثر ما يفرح القلب هو أن أحفاد المغاربة الذين قدموا إلى إسرائيل منذ عشرات السنين ما زالوا يغنّون الأغاني المغربية، ويعرضون مسرحيات بالدارجة المغربية". وختم بالقول: "هناك فنانون وراقصون إسرائيليون يشاركون في مهرجانات فنية في مختلف المدن المغربية، ورياضيون يشاركون في المباريات الرياضية، وهذا يعني أن القواسم المشتركة بين إسرائيل والمغرب متنوعة، ويشمل هذا التعاون الزراعة والتجارة، وكل ذلك بالرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين".