قالت خبيرة إسرائيلية إن “تزايد العلاقات بين إسرائيل والمغرب مرشح لأن يكون نموذجا مثاليا للعلاقات مع باقي الدول العربية في المنطقة، مشيرة إلى أن الشهور الأخيرة شهدت وصول العديد من الوفود المغربية من دولتي العراق والمغرب، تمثل المجتمع المدني. ولفتت الخبيرة الإسرائيلية في شؤون المغرب العربي “عينات ليفي”، أن عشرات آلاف السياح الإسرائيليين يعرفون طريقهم باتجاه المغرب وتونس في كل عام، رغم عدم ارتباط هذه الدول بعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل. وأضافت بمقال لها بصحيفة يديعوت أحرونوت، حسب ما أفاد به موقع “عربي21” أن “الشهر الماضي شهد تعيين روني طرابلسي رجل الأعمال اليهودي المقيم في فرنسا وزيرا للسياحة في تونس، وهو مثال على الصورة السائدة في العلاقات المدنية والإنسانية بين إسرائيل ودول شمال أفريقيا، وتصلح لأن تكون نموذجا للعلاقات العميقة التي قد تشكل أساسا لاستقرار مشترك لدول المنطقة وتعاونها”. وأوضحت ليفي، وهي باحثة في معهد “ميتافيم” للدراسات الإقليمية، أن “هذه العلاقات ما زالت مسقوفة ومرهونة بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاسيما أن السياسة الخارجية الإسرائيلية محكومة بالدرجة الأولى في الاعتبارات الأمنية، وتقوية العلاقات مع دول الخليج تحديدا”. واستدركت بالقول إننا “أمام مجال مقلص جدا من العلاقات، صحيح أن هناك علاقات وثيقة بين القادة السياسيين والجنرالات الإسرائيليين والخليجيين، لكنها بعيدة جدا عن أن تمثل الشعوب في المنطقتين، وتعمق العلاقات بينهما، وهو انتقاد يمكن توجيهه أيضا لذات اتفاق السلام الإسرائيلي مع مصر والأردن”. وأوضحت أنه “رغم أهمية التوافق والتصالح بين شعوب المنطقة، فلا زال السلام الإسرائيلي الأردني المصري بين القادة والزعماء السياسيين، ولذلك يمكن استلهام نموذج التقارب الشعبي الإسرائيلي المغربي لأخذه موديلا قابلا للتكرار مع دول عربية أخرى”. وأكدت أن “العلاقات المغربية الإسرائيلية تعود في جذورها التاريخية إلى سنوات الخمسينيات، لكن العلاقات السياسية والدبلوماسية الرسمية لم تعد قائمة منذ عام 2000 حين اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ومع ذلك يبرز المجال المدني مثالا حيا في تعاون البلدين، بما يشمله من فعاليات مشتركة في السياحة والثقافة والموسيقى والسينما والأكاديميا والرياضة، والحفاظ على التراث اليهودي في المغرب، وتبادل الوفود التعليمية”. وأشارت إلى أن “هناك 45 ألف سائح إسرائيلي يزورون المغرب في كل عام، كما أن فرقة الموسيقى الأندلسية بمدينة أسدود جنوب إسرائيل ظهرت في حفلة فنية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بالمهرجان الأندلسي في الدارالبيضاء، وشارك وفد إسرائيلي في الشهر ذاته بمؤتمر حول يهود المغرب عقد في مدينة مراكش، وأقام إسرائيليون ومغاربة مركزا مشتركا للحفاظ على التراث اليهودي باسم ميمون بمدينة الصويرة المغربية، وأقام حلقة نقاش في قضية المحرقة اليهودية، وهناك الكثير من النماذج على هذه الفعاليات”. وأوضحت أن “هذه الفعاليات تعمقت في السنوات الأخيرة بسبب جملة من التطورات الإقليمية يمكن حصرها في النقاط التالية: أولها التطور التكنولوجي مع دخول الإنترنت وشبكات التواصل التي أوجدت قنوات اتصال عابرة للحدود الجغرافية، وثانيها تقوي المجتمع المدني في الشرق الأوسط نتيجة الخطوات الليبرالية التي اتخذتها دول المنطقة عقب الربيع العربي”. وأضافت أن هناك “عنصرا ثالثا يتمثل بوجود علاقات وثيقة بين المغرب كدولة والجالية اليهودية من أصول مغربية المقيمة في إسرائيل، فالمغرب اعترف بهذه الجالية كثاني أكبر جالية مغربية في العالم تقدر بثمانمائة ألف نسمة، وأثير موضوعها في البرلمان المغربي حول أحقيتهم في المشاركة بالعملية الانتخابية المغربية”. وختمت بالقول إن “بناء علاقات إسرائيلية عربية يعود في الأساس إلى مسألة التعود، بحيث لا يصبح بناء علاقات إسرائيلية عربية مثيرة للحساسية، فالمغاربة اليوم لم يعودوا يتلفتون كثيرا باستغراب ورفض لترديد كلمة إسرائيل، وهو ما يمكن تكراره في الدول العربية الأخرى”. وأوصت بالقول إنه “يمكن تشجيع مبادرات دبلوماسية إسرائيلية -عربية في المجالات الثقافية والفنية والتعليم والرياضة، من خلال التسهيل على سياح الشرق الأوسط في الوصول لإسرائيل دون تجاهل الاعتبارات الأمنية، وتمكين عقد لقاءات مشتركة عربية إسرائيلية في مجالات عديدة”.