اعتبرت الشاعرة المغربية الشاوي بشرائيل قرار مؤسسة عرار العربية للإعلام بالأردن، القاضي بإعفائها من مهامها بسبب ترأسها وفد نشطاء مغاربة قاموا بزيارة إلى إسرائيل، والتقائها بمسؤولين كبار في الدولة العبرية وفي مقدمتهم وزير الدفاع السابق عمير بيريتس، "قرار متناقض ينم عن شيزوفرينيا". وكانت مؤسسة عرار الأردنية قد أصدرت قرارا، قبل أيام قليلة، تعفي من خلاله الشاعرة المغربية من مسؤولياتها، بسبب عقدها لقاءات مع "أطراف معادية للأمة العربية"، موردة أن "المؤسسة بريئة من تلك العلاقات، وغير مسؤولة عما تقوم به هذه الشاعرة، ولا يمثل توجه المؤسسة". وتعليقا على هذا الموضوع، قالت بشرائيل، ضمن تصريح لهسبريس، إنها لم تستغرب، في زمن المصالح، قرار مؤسسة "عرار" بإعفائها من مهمتها، خاصة أن أبرز نشاطاتها تنظم بشراكة مع بعض الدول الخليجية، وبالتالي هي بهذا القرار "تستعطف من يغدقون عليها بالدعم المادي لا غير". وتابعت الشاعرة أنها لا تفهم "كيف لمؤسسة هدفها الأساسي هو التقارب الثقافي أن تنحى عن غرضها الرئيسي"، مشيرة إلى أنه "يتعين تذكير رئيس المؤسسة بأن هناك سفارة إسرائيلية بعاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، بمعنى أن هناك علاقات ثقافية وتجارية رسمية متبادلة ومستمرة بين إسرائيل والأردن". ولفتت المتحدثة إلى "مركز التعاون الدولي التابع لوزارة الخارجية والدورات التعليمية التكوينية التي تنظمها السفارة الإسرائيلية لأبناء الشعب الأردني الشقيق، فهم يجالسونهم في عقر دارهم"، وفق تعبير الشاوي التي وصفت قرار "عرار" بأنه "متضارب وشيزوفرينيا تضاف إلى مواقف بعض الأفراد والمؤسسات العربية". واسترسلت بشرائيل بأنها سعيدة بقرار المؤسسة الأردنية؛ لأنه "يؤكد على قوة شخصيتي، فأنا لست من الآلاف الذين يزورون إسرائيل في الخفاء، ويلعنونها في العلن، كما أنني في الأول والأخير لستُ سياسية، فقد شاركت في لقاء ثقافي دولي من أجل صداقة يهودية مغربية، وأعمالي الثقافية كانت تضيف للمؤسسة وليس العكس". وجوابا على سؤال بشأن نتائج زيارة الوفد المغربي إلى إسرائيل، أوضحت بشرائيل أنها شاركت في ندوة دولية تحت اسم "مطروز"، وهو "نوع من الشعر والغناء اليهودي المغربي الذي يكتب بالعبرية والعربية، كإشارة إلى الترابط المتين الثقافي التاريخي لليهود والمسلمين المغاربة". وأكملت المتحدثة: "في إطار حوار الأديان والثقافات، التقينا مع يهود مغاربة بالمركز العالمي للإرث الثقافي اليهودي لشمال إفريقيا؛ حيث حاورنا كتابا وشعراء وسينمائيين، وموسيقيين ومبدعين، بهدف تجديد روابطنا الإنسانية، وإحياء الإرث اليهودي المغربي، باعتباره جزء لا يتجزأ من ثقافتنا داخل البلاد وخارجها". وأبرزت بشرائيل أن الوفد المغربي كانت له "لقاءات جد مهمة مع ممثلي الأقليات العرقية، والوقوف على حقيقة مشاكلهم، وإشكاليات اندماجهم في النسيج الثقافي الإسرائيلي، فضلا عن المشاركة في لقاء حول دور الفن والأدب اليهودي المغربي في التقارب بين المسلمين واليهود المغاربة". وخلصت الشاعرة إلى أنه من نتائج زيارة الوفد إلى إسرائيل "الالتقاء بممثلي العديد من الجاليات اليهودية المغربية الفاعلة والمتميزة بالعالم، الذين أكدوا على مغربيتهم وتشبثهم بها"، قبل أن تستدرك: "ليست هناك نتائج فورية، لكن المؤكد أن صناعة الثقافة عميقة ومتشابكة وبعيدة المدى".