أثارت جمعية آيت تهرى- آيت بولجنت للثقافة والفن والأعمال الاجتماعية في الجماعة الترابية آيت ميلك، ضواحي اشتوكة آيت باها، انتباه المسؤولين بالإقليم من أجل التدخّل لتوفير وسيلة نقل مدرسية لتلميذات وتلاميذ دواري "آيت تهرى" و"آيت بولجنت"، جراء "المعاناة اليومية التي يتكبّدونها للتنقل من وإلى مدرسة 'إكرار'، التابعة لمجموعة مدارس إداوعيسي". وجاء في شكاية للجمعية سالفة الذكر، توصّلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، أن معاناة التلميذات والتلاميذ المتحدّرين من الدواريْن استفحلت بعد "تعويض مدرسة 'إكرار'، التي كانت معرّضة لخطر الفيضانات، وتشييدها في مكان آخر، يبعد بحوالي أربعة كيلومترات، من أجل حلّ مشكل انقطاعات المتمدرسين في فصل التساقطات المطرية، جراء الفيضانات". وعابت الوثيقة ذاتها ما نعتته ب"عدم استحضار ساكنة الدواريْن وتغييب المقاربة التشاركية قبل تنزيل مشروع تعويض المؤسسة التعليمية، ما عمّق من حدة معاناة المستهدفين بالمشروع (أزيد من ثلاثين تلميذة وتلميذا)؛ إضافة إلى وجود حالة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، يضطر لقطع تلك المسافة على متن كرسي متحرك، مع ما يتطلبه ذلك من مرافقة دائمة لأحد أفراد أسرته، في ظل صعوبات تنقل الكرسي بالطريق غير المعبّدة". "وفي غياب وسيلة نقل مدرسية، وبُعد المؤسسة عن التلاميذ الصغار، تتعمّق معاناة السكان وفلذات أكبادهم، ما يُهدّد بانقطاعهم عن الدراسة. ونطالب المسؤولين بالإسراع في توفير وسيلة نقل لهؤلاء، وتضمينها معايير استفادة من يُعاني الإعاقة، للتخفيف من حدة معاناتهم وآلامهم، لاسيما أن جهود الدولة منصبة في هذا المجال، وفي إطار الدعم الاجتماعي"، تورد شكاية الجمعية. عمار أوبلا، رئيس فرع المنظمة المغربية لحماية الطفولة باشتوكة آيت باها، قال في تصريح لهسبريس إن الفرع توصّل بطلب من جمعية آيت تهرى-آيت بلجنت للثقافة والفن والأعمال الاجتماعية قصد "مؤازرة تلامذة الدوارين، ولأجل الوقوف عند معاناتهم مع البعد عن المدرسة، لاسيما أن المدرسة الجديدة تبعد عنهم بنحو يزيد عن 4 كيلومترات، ووعورة المسلك الذي قد يعرض الأطفال لخطورة الاغتصاب أو اعتراض السبيل، ما أصبح معه لزاما توفير وسيلة نقل مدرسية ملائمة". وأضاف الفاعل في مجال الطفولة والإعاقة: "في فصل الشتاء، إذ تعرف المنطقة فيضانات، يصعب على الساكنة المحلية بأكملها قضاء أغراضها، فبالأحرى إرسال أطفالها إلى المدرسة. كان لزاما على المسؤولين الترابيين إشراك السكان قبل الاهتداء إلى هذا الحل، فتغييب رأيهم يعتبر نوعا من التمييز. كما أننا عاينا وجود حالة خاصة، هي الأخرى لم يتم استحضارها، تتمثل في تلميذ من ذوي الإعاقة، يضطر للتنقل رفقة والده على متن كرسي متحرك وفي مسلك غير معبد؛ لنتصور حالته النفسية، كيف ستكون مع مرور الوقت وكيف سيركز على الدروس؛ ناهيك عن نحافة جسمه الذي لن يستحمل مزيدا من الألم". وفي جانب آخر، قال رئيس الجماعة الترابية لآيت ميلك، عبد الرحمان خيار، إن "تحويل مكان فرعية إكرار التابعة لمجموعة مدارس إداوعيسي يدخل في إطار التدبير الاستباقي لمخاطر الفيضانات وحماية تلاميذ هذه المؤسسة من هذا الخطر الذي ظل يهددهم منذ سنوات سابقة، وهو الاختيار الذي أُشركت فيه بشكل أساسي جمعية آباء وأمهات المؤسسة، التي تكلفت بتوفير الوعاء العقاري وفق معايير تجعل المؤسسة في مأمن من مخاطر السيول، إلى جانب مساهمة كل من مديرية التعليم والسلطات الإقليمية والجماعة الترابية". وأورد المسؤول المُنتخب: "إخراج هذا المشروع التربوي جاء بدعم كلي من السلطات الإقليمية في إطار تمويل من صندوق التنمية القروية، وتم إعطاء الانطلاقة الفعلية للدراسة به خلال الموسم الدراسي الجاري، إذ اتضحت لنا وللسلطات الإقليمية الحاجة إلى وسيلة نقل لتأمين تنقل المستهدفين على مسافات لا تتجاوز كيلومتريْن، وهو ما تمت الاستجابة له بعد تخصيص سيارة للنقل المدرسي في إطار مبادرة التنمية البشرية، والإجراءات ماضية لتفعيل هذه الخدمة خلال قادم الأيام، لتعزيز أسطول النقل المدرسي بالجماعة ليصل إلى 8 سيارات. كما يتم التفكير مع مختلف المتدخّلين في الارتقاء بهذه المؤسسة إلى مدرسة نصف جماعاتية".