يعيش تلاميذ دوار "أيت بو الطيب" بجماعة "أيت واسيف" ضواحي إقليم تنغير، معاناة كبيرة يومية للالتحاق بمقاعد الدراسة بالمدرسة الابتدائية المتواجدة بدوار "أيت خيار" الذي يبعد عن مسكنهم بأزيد من كيلومترين، في مسالك وعرة ومحفوفة بعدة مخاطر. ويضطر تلاميذ دوار "أيت بو الطيب" لعبور واد "امكون" الذي يكون منسوبه في الغالب مرتفعا خصوصا في فصل الشتاء، حيث يتخذون من قنطرة صغيرة مصنوعة بطريقة تقليدية من جذوع الأشجار تلامس مياه الوادي، مسلكا للوصول إلى المدرسة في الضفة الأخرى للجماعة. عمر العاشر، فاعل جمعوي بالمنطقة، قال في تصريح لجريدة "العمق"، إن أزيد من 30 تلميذا بالدوار يضطرون وبشكل يومي لقطع الوادي، سواء كانت هناك ثلوج أو فيضانات، مشددا على أنهم يعانون من صعوبات كبيرة في عبور الوادي خصوصا عند ازدياد منسوبه، كما هو الحال في هذه الأيام. وأضاف العاشر، أن الساكنة قامت بإحداث ممر تقليدي للراجلين مصنوع من جذوع الأشجار من أجل تأمين عبور الساكنة لقضاء أغراضهم في الضفة الأخرى للجماعة، ولتمكين تلاميذ الدوار من متابعة دراستهم، وبالرغم من ذلك، يؤكد المتحدث، أن العبور إلى الضفة الأخرى يكون محفوف بالمخاطر خصوصا بالنسبة للتلاميذ. ويرافق شخصين من ساكنة الدوار التلاميذ من أجل تأمين عبورهم فوق القنطرة التقليدية التي قد يجرفها الوادي في أي لحظة، وحتى وصولهم إلى المدرسة، مخافة من سقوط أحدهم في الوادي أو تعرضهم لهجوم من الكلاب الضالة التي تتربص بهم في حقول الدوار، بحسب العاشر. المصدر ذاته، أوضح أن الساكنة سبق لها أن طالبت جماعة "أيت واسيف" بإحداث قنطرة تربطهم بالضفة الغربية للجماعة، مشيرا أنه فعلا تم البدء في إحداث القنطرة غير أن أول فيضان لوادي "امكون" أتلف الأشغال ودمر الورش سنة 2014، لتظل الأمور على حالها منذ ذلك الحين، مضيفا أنهم طالبوا الجماعة وعمالة الإقليم من جديد بإحداث القنطرة غير أن ردهم كان "داكشي لي عطى الله". من جانبه، أكد حمزة نجيب وهو من ساكنة الدوار، أن ساكنة الدوار تعاني الويلات في ظل غياب تام لأبسط حقوق العيش الكريم، مضيفا أن أطفال الدوار في خطر دائم خصوصا وأن المدرسة توجد في الضفة الشرقية ويتطلب الوصول إليها قطع مسافة طويلة وعبور الوادي. وأضاف نجيب، في تصريح لجريدة "العمق"، أن تلاميذ الدوار الذين يبلغ عمر أصغرهم 66 سنوات يقطعون 4 كيلومترات ذهابا وإيابا من أجل الوصول إلى المدرسة بدوار "أيت خيار" ويضطرون لعبور واد "امكون" ما يهدد حياتهم خصوصا وأن هناك غياب لقنطرة لفك العزلة عن المنطقة، مطالبا المسؤولين المحليين والإقليميين إلى الالتفات إلى معاناة دواوير الضفة الغربية لجماعة "أيت واسيف". وفي السياق ذاته، راسل رئيس جمعية أباء وأمهات وأولياء تلاميذ مجموعة مدارس أيت خيار، عامل إقليم تنغير، حيث أكد من خلال المراسلة التي تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منها أن "تلاميذ دوار أيت بوطيب يعانون بشكل يومي من عدة مشاكل مرتبطة أساسا ببعد المدرسة عن مساكنهم". وجاء في المراسلة ذاتها، أن التلاميذ "يسلكون طريقا محفوفة بالمخاطر حيث صعوبة التضاريس، والعبور اليومي لوادي مكون وما يرتبط به من مخاطر حيث الفيضانات التي تهدد حياة فلذات أكبادنا، ناهيك عن وجود الطلاب الضالة والخنزير البري في الطريق والطقس البارد في الشتاء والحر في الصيف". وطالب رئيس الجمعية المذكورة، عامل تنغير ب"توفير حافلة للنقل المدرسي لفائدة تلاميذ الدوار للتخفيف من معاناتهم وليتمكنوا من مواصلة الدراسة في ظروف جيدة". وللتعليق على الموضوع، اتصلت جريدة "العمق" برئيس جماعة "أيت واسيف" غير أنه اعتذر عن الحديث في الموضوع لكونه يتواجد في اجتماع طالبا إرجاء الأمر إلى وقت لاحق.