ما زالت مياه المحيط الأطلسي تلفظ جثث الشباب الذين لقوا مصرعهم غرقا في عرض البحر بعدما حاولوا الوصول إلى "الفردوس الأوروبي" على متن زورق مطاطي. فقد لفظت مياه البحر بشاطئ زناتة، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، جثة جديدة لشاب كان ضمن ضحايا الهجرة السرية، تم انتشالها من طرف بعض المنقذين وعناصر الوقاية المدنية، ونقلها إلى مستودع الأموات قصد التشريح لتحديد هوية الهالك، وتسليمها إلى أسرته قصد الدفن. وبالرغم من مرور أسبوع على هذه الفاجعة التي هزت منطقة زناتة، فإن مياه المحيط ما تزال تلفظ في كل يوم عددا من الجثث، علما أن الحديث يجري عن أن 56 "حراڭا" كانوا على متن الزورق المطاطي الذي انقلب في عرض البحر. وإلى حدود اليوم، بلغ عدد الجثث المنتشلة 22، ضمنها 16 جثة لشبان من إقليمقلعة السراغنة جرى دفنهم خلال الأيام الماضية، آخرهم شاب يدعى "ياسين. ب" الذي ووري جثمانه الثرى بدوار أولاد جابر بأولاد الشرقي. وحل عدد من أفراد أسر الضحايا، منذ الاثنين الماضي، بشاطئ النحلة من أجل معرفة مصير أبنائهم، حيث عمّ الحزن المكان وكان البكاء سيد الموقف، فيما ظل آخرون في حسرة كبيرة بجانب الشاطئ يترقبون لفظ البحر لجثث أقاربهم للعودة بها إلى مناطق سكناهم قصد دفنها. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عبر فرعها في إقليمقلعة السراغنة، قد نظمت مساء الخميس الماضي وقفة تضامنية مع عائلات المفقودين، نددت خلالها بسياسة الحكومة وتهميشها لأبناء الإقليم ودفعهم إلى ركوب قوارب الموت في مغامرة للوصول إلى الضفة الأخرى قصد تحسين ظروفهم الاجتماعية. وقد بلغ عدد الموقوفين ضمن أفراد هذه العصابة المنظمة للهجرة السرية التي تسببت في هذه الفاجعة ثمانية أشخاص، أحيلوا على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، حيث سيتابعون بتهمة تكوين شبكة إجرامية والاتجار بالبشر.