ما تزال السلطات المغربية تواصل عملية البحث عن جثث الشبان الذين لقوا مصرعهم قبالة ساحل بلدية عين حرودة، ضواحي المحمدية، بعدما كانوا يحاولون الوصول إلى "الفردوس الأوروبي" عن متن زورق مطاطي. وجرى العثور على جثث خمسة شبان لفظها المحيط الأطلسي في شاطئ زناتة، اليوم الاثنين، تم نقلها إلى مستودع الأموات، بينما ما تزال عناصر الوقاية المدنية وطائرات تابعة للدرك الملكي وزوارق عسكرية تمشط المكان بحثا عن جثث أخرى. وبحسب المعطيات التي تحصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن عدد الضحايا يتوقع أن يعرف ارتفاعا في غضون الساعات المقبلة، خصوصا أن الزورق المطاطي كان يحمل ما يفوق أربعين مرشحا للهجرة السرية. وكشفت مصادر هسبريس أن الشخص الوسيط في عملية "الحريڭ"، التي لم يكتب لها النجاح، جرى اعتقاله على مستوى مديونة، حيث يوجد تحت الحراسة النظرية قبل إحالته على أنظار النيابة العامة المختصة. وأوضحت مصادرنا أن مصالح الدرك الملكي أوقفت عضوين آخرين في شبكة تنظيم الهجرة السرية التي كانت وراء هذه العملية التي تحولت إلى فاجعة كبيرة، بينما ما زال البحث جاريا عن الأعضاء الآخرين، وستتم متابعة الجميع بتهمة "تكوين شبكة اجرامية مختصة في الاتجار بالبشر". وحل عدد من أفراد أسر الضحايا، صباح اليوم، بشاطئ النحلة من أجل معرفة مصير أبنائهم، حيث عمّ الحزن المكان وكان البكاء سيد الموقف، فيما ظل آخرون في حسرة كبيرة بجانب الشاطئ يترقبون لفظ المحيط لجثث أقاربهم للعودة بها إلى مناطق سكناهم قصد دفنها. وعبر عدد من المواطنين الذين كانوا بجانب شاطئ النحلة عن تذمرهم من هذا الأمر، مطالبين السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة والضرب بيد من حديد على أفراد هذه الشبكة التي تتاجر بأرواح الشباب. وكان عدد من الشباب المتحدرين من إقليمي قلعة السراغنة وبني ملال يأملون في الوصول إلى "الفردوس الأوروبي"، لكن الأقدار شاءت أن ينقلب زورقهم المطاطي ويصير كثير منهم في خبر كان. وقد جرى انتشال جثث سبعة من المفقودين، ضمنهم فتاة عشرينية، صباح السبت، فيما تم العثور على ثلاثة أشخاص فاقدين للوعي تم نقلهم على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله لتلقي العلاجات الضرورية.