تحول حلم الهجرة صوب الديار الأوروبية إلى فاجعة، صباح اليوم السبت، بشاطئ زناتة ببلدية عين حرودة ضواحي مدينة المحمدية، بعدما لفظ البحر جثث سبعة مواطنين مغاربة، ضمنهم فتاة في العشرينيات من عمرها. في الساعات الأولى من صباح اليوم، تحول ساحل عين حرودة إلى قبلة لمختلف السلطات، من وقاية مدنية ودرك ملكي، لإنقاذ شباب مغاربة كانوا على متن زورق مطاطي، بعدما لفظ البحر جثث آخرين. عدد من الشباب المتحدرين من إقليمي قلعة السراغنة وبني ملال كانوا يأملون في الوصول إلى "الفردوس الأوروبي"، لكن الأقدار شاءت أن ينقلب زورقهم المطاطي ويصير كثير منهم في خبر كان. بحسب المعطيات المتوفرة لدى السلطات المحلية، فقد جرى، إلى حدود الساعة، انتشال جثث سبعة مواطنين، ضمنهم فتاة عشرينية، فيما تم العثور على ثلاثة أشخاص فاقدين للوعي تم نقلهم على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي مولاي عبد الله لتلقي العلاجات الضرورية. وتشير المعطيات نفسها إلى كون الزورق المطاطي كان على متنه العشرات من الشباب الراغبين في الوصول إلى الضفة الأخرى، بيد أن هذا الحلم تبدد، ما يعني أن عدد الضحايا قد يكون أكبر، ومن المحتمل أن يلفظ البحر في الساعات المقبلة جثثا أخرى. وقد استنفر الحادث مختلف السلطات، وضمنها مصالح الدرك الملكي التي شرعت طائرة تابعة لها في تمشيط سواحل المحمدية، حيث يروج حديث عن كون الزورق المطاطي انطلق من منطقة المنصورية بضواحي المدينة، وذلك بحثا عن ضحايا آخرين محتملين. وروى عدد من الشبان المنتمين إلى منطقة زناتة، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المكان الذي انتشل منه الزورق المطاطي والجثث التي عثر عليها يعد من أخطر المواقع البحرية؛ إذ تصعب فيه السباحة من لدن الغواصين المحترفين أو الصيادين المهنيين من أبناء المنطقة، فما بالك بغرباء قد لا يجيدون السباحة. وأورد هؤلاء أن "واد السباعي" يصب في شاطئ زناتة، الأمر الذي يجعل مسألة نجاة من كانوا على متن "الزودياك" مستبعدة، خصوصا وأن البحر كان في حالة هيجان صباح اليوم السبت. ورجح شهود عيان أن يكون هؤلاء "الحراڭة" قد تم تضليلهم بأنهم في إحدى مناطق الشمال، وأن عملية تهجيرهم ستتم في ظروف حسنة، موردين أن "مصب واد السباعي بشاطئ زناتة صعب الولوج إليه، وأي زورق دخله لن ينجو من الغرق". وقال بعض المتحدثين لهسبريس إن تحسين الظروف المعيشية "لا يجب أن يتم عبر رمي النفس إلى التهلكة والموت في البحر، خصوصا وأن غالبية الحراڭة لا يجيدون السباحة". وقال أحدهم: "كان حريا بالراغبين في الهجرة استغلال المبلغ المالي الذي يتم دفعه من أجل الحريڭ في أي مشروع مدر للدخل، والبقاء قرب أفراد الأسرة، بدل المغامرة في البحر". وتواصل السلطات، إلى حدود زوال اليوم، البحث عن مهاجرين سريين آخرين محتملين قد يكونوا فقدوا جراء انقلاب زورقهم، فيما فتحت النيابة العامة المختصة تحقيقا في ملابسات عملية اليوم للوصول إلى الجهة الواقفة وراءها.