قال محمد القيري، الكاتب الجهوي للفيدرالية المغربية لجمعيات أرباب المخابز والحلويات العصرية والتقليدية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، إن 70 بالمائة من أرباب المخابز لا يؤدون مستحقات الضمان الاجتماعي التي تعدت 480 مليون درهم، و25 بالمائة منهم لا يؤدون ما بذمتهم من واجبات ضريبية وصلت قرابة 162 مليون درهم، واصفا القطاع ب"المفلس". وأضاف المسؤول عن هيكلة الفيدرالية المغربية لجمعيات أرباب المخابز والحلويات العصرية والتقليدية أن تكلفة الخبز، الذي من المفروض أن يصل وزنه 200 غرام، تفوق ثمن بيعه، "الشيء الذي دفع الحكومة إلى إبرام اتفاق سري مع الإطار القديم قصد الحفاظ على سعر هذه المادة الأساسية داخل الأسواق المغربية، مع التزامها بعدم بعث لجان التفتيش ومحاربة الغش كمقابل لعدم خوض أي إضراب ضمانا لاستمرارية تزويد المواطن بهذه المادة الضرورية". وأوضح المهني ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "بموجب هذا الاتفاق، أصبح وزن الخبز المتداول لا يتعدى 160 غراما ويباع بالثمن نفسه المحدد في 1,20 درهم، بالرغم من ارتفاع عدد من المواد الأساسية التي تدخل في الإنتاج". واعتبر أن هذه الوضعية هي "نتاج إخلال الإطار السابق بالتزاماته تجاه الحكومة عقب الاتفاق السري سالف الذكر، وذلك من خلال دعوته إلى إضراب لمدة 48 ساعة سنة 2014، الشيء الذي اعتبرته الحكومة خرقا لضمانات جرى توفيرها وتكريسا لفقدان الثقة". وأضاف القيري أن الحكومة وجدت في انتشار القطاع غير المهيكل حلا بديلا للمخابز العصرية والتقليدية أيام الإضرابات، وباتت الأفران السرية تشكل منافسا غير شريف في غياب المراقبة والصرامة، مشددا على أن "ممتهني الأفران السرية يشتغلون في كراجات غير معروفة في عدد من الأقاليم والجهات، ويهددون صحة المواطن بخبز مسموم"، وفق تعبيره. واستحضر المتحدث اعتكاف وزارة الداخلية لإعداد دفتر تحملات جرى إرساله إلى كافة العمالات والولايات قصد العمل على تدارسه مع الإطارات المهنية وتكييفه وفق خصوصية كل منطقة، إلا أن ذلك لم يتم بإقليم وزان إلى الحد الآن. وقال القيري إن الفيدرالية المغربية لجمعيات أرباب المخابز والحلويات العصرية والتقليدية ستعهد بدراسة إلى مكتب متخصص سيقوم بزيارة مختلف الجهات بالمملكة قصد تشخيص وضعية القطاع الذي يعيش على إيقاع الفوضى، للوقوف على المشاكل وبلورة رؤية ستشكل البرنامج العام للفيدرالية بعد استكمال هياكلها وانتخاب مجلسيها الوطني والفيدرالي. وأكد المسؤول نفسه أن القطاع يشهد تفريخ العشرات من الأفران السرية بين عشية وضحاها وبوتيرة متزايدة، وقال: "نحن في الفيدرالية لسنا ضد هؤلاء، لكن في المقابل نطالب بضرورة التفكير في إيجاد حلول بديلة لهذه الفوضى، وذلك من خلال إدماج وتأهيل ممتهني الأفران السرية واحترام دفتر التحملات أو جعلهم نقاط بيع". "لدينا تصور من أجل تأهيل وتقنين القطاع الذي يمر عبر تمكين العامل من التكوين النظري والتطبيقي والتأطير داخل معاهد جهوية، ومصاحبة أرباب المخابز الذين يجدون صعوبة في تسيير وتدبير مقاولاتهم لمواكبة العصرنة ومواجهة الثغرات والإشكالات التي تعوق تطور المقاولة وتفادي الإفلاس"، يقول القيري. واتهم القيري أصحاب المطاحن بالغش في جودة الدقيق بالرغم من تلقيهم للدعم من طرف الدولة قصد المحافظة على سعره، مفضلا توفير الدعم المباشر لأرباب المخابز "ضمانا لجودة الخبز وحماية للمواطن"، مطالبا الحكومة ومختلف المتدخلين ب"ضرورة إعادة النظر في هذا الدعم"، الذي اعتبره "تبذيرا دون جدوى"، على حد قوله.