بعد جمود ملف الصحراء المغربية عقب الاستقالة المفاجئة للمبعوث الأممي هورست كوهلر، خصصت رئاسة مجلس الأمن في أكتوبر الجاري أربع جلسات لمناقشة تطورات نزاع الصحراء وتقييم دور بعثة "المينورسو"، المرتقب أن تنتهي عهدتها في 31 أكتوبر. وتسلم مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، التقرير الدوري حول تطورات الوضع في الصحراء الذي يعده الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، من أجل دراسته ومناقشته قبل التصويت على قرار أممي جديد بشأن تمديد ولاية بعثة "المينورسو". وقال المندوب الدائم لجمهورية جنوب إفريقيا، جيري ماثيوز ماتجيلا، الذي يشغل حاليا منصب رئيس مجلس الأمن الدولي، إن الأخير سيجري مشاورات حول بعثة الأممالمتحدة في الصحراء وتقييم اتفاق مراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة "البوليساريو". وحسب البرنامج الرسمي الذي وزعته البعثة الدائمة لجنوب إفريقيا لشهر أكتوبر فقد خصص مجلس الأمن أيام 08 و16 و30 أكتوبر لدراسة ومناقشة نزاع الصحراء، قبل اتخاذ القرار النهائي حول بعثة "المينورسو" الذي يصدر يوم 31 من الشهر نفسه. وتعول جبهة "البوليساريو" على رئاسة جنوب إفريقيا لمجلس الأمن من أجل إعادة الزخم لملف الصحراء، وهو ما يظهر من خلال الجلسات المتعددة التي خصصت لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل. وفي تقرير سلمه لأشغال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن "شعوره بالتفاؤل إزاء استمرار طرفي النزاع في وقف إطلاق النار والتقيد بالاتفاقات العسكرية ذات الصلة، رغم ما يسجل من انتهاكات بين الحين والآخر"، مشيرا إلى أن "الحفاظ على سلمية الوضع واستقرار الميدان شرط أساسي لتهيئة الأجواء المناسبة لعودة العملية السياسية". وأضاف الأمين العام الأممي، في تقريره، أن "حالة إحباط كبيرة تسود أوساط سكان مخيمات تندوف، بسبب غياب تقدم للعملية السياسية"، مسجلا أن "تقلص حجم الإعانات الدولية يعمق من الأمر، وهو ما ترتب عنه انتشار سوء التغذية". الأمين العام الأممي وجه رسالة إلى مجلس الأمن قائلاً: "إنني أحث أعضاء مجلس الأمن الدولي وأصدقاء الصحراء والفاعلين الآخرين المعنيين على تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو من أجل اغتنام الفرصة الماثلة أمامهم، ومواصلة الإسهام بنية صادقة وبدون شروط مسبقة في المسار القائم".