دعا السفير الألماني لدى المغرب، غوتس شميت بريم، المغرب والجزائر إلى طي خلافات الماضي والعمل على بناء وحدة مغاربية قوية بالنظر إلى القواسم المشتركة التي توحد بلدان المنطقة، بتعبيره. وقال السفير الألماني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنه يتمنى وحدة مغاربية "تنهل من تجربة سقوط جدار برلين التي دفعت ليس فقط إلى توحيد جمهورية ألمانيا الاتحادية، وإنما أيضا إلى توحيد جميع أوروبا". وأوضح السفير الألماني، على هامش لقاء صحافي نظمته السفارة الألمانية اليوم الثلاثاء بالرباط، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، أن الأحداث التي شهدتها برلين منذ ثلاثين سنة أسهمت في تقوية وتعزيز الأواصر بين بلدان المنطقة وصناعة أوروبا قوية وموحدة. وأضاف الدبلوماسي الألماني: "نتمنى وحدة مغاربية تنهل من تجربة سقوط جدار برلين وتبني وحدة قوية"، موردا أنه "لا يرى سببا ليكون الإخوان في المغرب والجزائر على خلاف دائم لأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم". وقالت السفارة الألمانية بالرباط، في بيان صحافي، إن "الأحداث التي شهدتها برلين منذ ثلاثين سنة هي بالتأكيد تسري على ما تعيشه المنطقة المغاربية حاليا"، داعية إلى "تعزيز التعاون في هذه المنطقة الجميلة، واستغلال الطاقات المجتمعية والاقتصادية العابرة للحدود". وبخصوص نزاع الصحراء المغربية، قال السفير غوتس شميت بريم، إن المجهودات التي قام بها الرئيس الألماني السابق المبعوث الأممي إلى الصحراء المستقيل، هورست كولر، ستكون لها بالتأكيد نتائج إيجابية على تسوية هذا النزاع الإقليمي. وأكد السفير الألماني، في تصريحه لهسبريس، أن برلين تدعم دائما حل نزاع الصحراء تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، نافيا أن يكون هورست كولر استقال بسبب وصول ملف الصحراء المغربية إلى الباب المسدود أو بسبب جمود مواقف أطراف النزاع. وأردف المتحدث ذاته: "لقد قام كولر بمجهودات كبيرة جدا لكنه استقال لأسباب مرضية محضة، وبالتأكيد ستساهم الأسس التي وضعها المبعوث الألماني السابق في إيجاد حل في القريب العاجل". وكانت الخارجية الألمانية أشادت بالجهود التي بذلها المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كولر، بعد تقديمه استقالته المفاجئة لأسباب "صحية"، وفق ما أعلنته الأممالمتحدة. وأكد وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، في تصريح سابق، أن ألمانيا ستواصل جهودها الودية من أجل الدفع بعجلة نزاع الصحراء إلى الأمام، مشيرا إلى أن بلاده ستستغل عضويتها في مجلس الأمن الدولي في 2020-2019 لتحقيق هذا الهدف.