ملكي العزيز محمد السادس، أما بعد، "منبت الأحرار، مشرق الأنوار"، هكذا قيل لنا عن وطننا الحبيب المغرب ونحن أطفال. أنا لست من الحمر الباحثين عن الربيع في فبراير، ولا من ذوي العمامات الخضر الذين يحجون إلى قبة البرلمان في محرم. أنا الثلاثون مليون الذين يعشقون بلدا يتماها فيه الأحمر والأخضر في علم واحد. أنا جيل ولد في السنوات العجاف، سنوات الرصاص والجفاف وإعادة الهيكلة القحطاء الذي يرنو لنسيانها في ربيع يزهر في ظل حكمك. "بالروح، بالجسد، هب فتاك، لبى نداك" من شباب لا يرضى أن يكون مجرد رقم في مؤشرات التنمية البشرية. أنا شاب لا آبه بقشور الحياة من توظيف مباشر في مسالك الدولة، أو بتطبيب مترف في أحد مستشفياتها، ولا حتى بسكن كريم في مدنها الجديدة. قد أكون قد تماديت في رفع الكلفة بيني وبين جلالتك. أعذر طمعي في عطفك، وقد رأيت من طلقهن الشعب من جنان السياسة قد قصدن بلاطك كحواريين. كيف لا وقد اعتاد الأنذال دق باب الأشراف بحثا عن خرقة تستر عورتهم الوجودية. وكيف لا تنصفني أيها الشريف أنا شعبك وقد قصدتك طالبا القصاص منهم . أنا "في فمي وفي دمي ثار نور ونار" سعيا وراء حقي الدستوري الوحيد الذي لست مستعدا للتخلي عنه: الكرامة. ملكي، "هيا للعلى سعيا"ǃ لقد ضقت درعا بالألاعيب السياسية الخارقة، والنخب المارقة، والصحافة المسيئة، والأحزاب الرديئة. قد أكون أخرقا حينا وعاطفيا أحيانا، لكن "ذكرى كل لسان" لست أنا من خان أباك الذي كان يسير بيني في الأسواق، ولن أخونك أنت الذي ينحني لأراملي ويقبل مشلولي. بل هي الضباع التي استأسدت في عهدك والتي تحوم حول صولجانك مدعية الشباب الأبدي التي من شأنها أن تعض يدا جادت عليها يوما. نحن شباب نريد أن نمضي بين الشعوب رافعين رؤوسنا "نشهد الدنيا، أن هنا نحيا بشعار: الله، الوطن، الملك". "عشت في الأوطان، للعلى عنوان". شابة مغربية