استخدمت الشرطة الفرنسية مرارا الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، اليوم السبت، لتفريق نحو ألف متظاهر من حركة "السترات الصفراء" في مدينة تولوز في جنوب غرب فرنسا. وأعلنت الشرطة في بيان توقيف خمسة أشخاص بعدما تعرّض عناصرها لقنابل ألقاها متظاهرون. واتّهم "مرصد ممارسات الشرطة" عناصرها بمهاجمة خمسة من مراقبيه خلال التظاهرة، وبالتسبب بجرح أحدهم. ونشر المرصد على تويتر صورا ومشاهد تدعم اتّهاماته، كما وجّه رسالة مفتوحة إلى السلطات للاحتجاج على ما حدث. ولم تدل شرطة تولوز بأي تعليق على هذه الاتّهامات. وكان أحد أفراد المرصد قد تقدّم في وقت سابق من الشهر الحالي بشكوى ذكر فيها أنه جُرح خلال تصدي الشرطة لتحرك احتجاجي للسترات الصفراء. وخلال المسيرة الاحتجاجية التي انطلقت عصرا رفع متظاهرون لافتة ضخمة كتب عليها "سئمنا من البقاء على قيد الحياة. نريد أن نعيش". وأقفل مطعم لماكدونالدز أبوابه بعد اشتعال مظلّة عند مدخله. وعلى الرغم من استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه واصل المتظاهرون التجمّع في شوارع المدينة. وفي العاصمة باريس انضم متظاهرون من حركة السترات الصفراء إلى مسيرة للمطالبة بالتصدي لظاهرة التغيّر المناخي. وأعادت تظاهرات شتنبر إحياء حركة السترات الصفراء لكن التعبئة لم تستعد زخمها السابق. وتأتي التظاهرة بعد يومين من كشف الحكومة الفرنسية مشروع موازنة عامة للعام 2020 يلحظ خفض الضرائب على الفرنسيين بمقدار أكثر من تسعة مليارات يورو. وجاء مشروع الموازنة نتيجة ل"حوار وطني" أطلقه الرئيس إيمانويل ماكرون لتهدئة الاحتجاجات. وكان ماكرون الذي فاز بالرئاسة الفرنسية في العام 2017 تعهّد إعادة البلاد إلى السكة المالية الصحيحة، لكن حركة "السترات الصفراء" أعاقت مشاريعه. وتتّهم الحركة الاحتجاجية ماكرون بأنه نخبوي لا يدرك المعاناة اليومية لكثير من الفرنسيين. وفي 8 دجنبر الماضي، حينما كان التحرّك في أسابيعه الأولى، اشتبك محتجون مع عناصر الشرطة في الشانزيليزيه، ما دفع السلطات إلى منع التظاهرات في الجادة الباريسية الشهيرة. ونهاية الأسبوع تلك أوقفت الشرطة 900 شخص في أكبر حملة اعتقالات منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة.