بعد تراجع وتيرة احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا، خلال الأسابيع الماضية، عاد المتظاهرون مرة أخرى إلى التظاهر والتصادم مع العناصر الأمنية في العاصمة باريس، وعدد من المدن الأخرى. وقالت صحيفة “لومود” الفرنسية إن شوارع باريس شهدت، في أول سبت من العام الجديد، خروج أكثر من 1500 متظاهر من “السترات الصفراء”، إلى جانب المئات في مدن أخرى، وذلك لمواصلة الاحتجاج على سياسات حكومة الرئيس، إيمانويل ماكرون. وألقى المتظاهرون مقذوفات، مما دفع عناصر الشرطة للرد بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وذكر موقع “لو باريسيان” الفرنسي أن الصدامات وقعت في العديد من المدن، مثل بوفي وباريس وسان مالو ومونبلييه وروين. وتظاهر محتجون من “السترات الصفراء” لفترة وجيزة السبت أمام مقر وكالة فرانس برس في باريس وأطلقوا هتافات معادية للإعلام، ولكن دون القيام بأعمال عنف، حسب ما أفاد صحافيون في الوكالة. وتوقف المحتجون أمام مقر الوكالة في ساحة البورصة قادمين من جادة الشانزليزيه، في إطار التحرك الثامن للسترات الصفراء منذ نونبر الماضي. واتجه المتظاهرون إلى مبنى بلدية باريس، ورفعوا لافتات مناهضة للرئيس الفرنسي. وكانت حركة “السترات الصفراء” دعت إلى يوم تعبئة ثامن السبت بعد اعتقال أحد قادتها المعروفين في الإعلام، في تحد للحكومة التي باتت تصف التحرك ب”العصيان” وتطالب بعودة النظام. وتجمع عشرات المحتجين من “السترات الصفراء”، أمس الجمعة أمام مدينة الوسائط المتعددة في بو (جنوب غرب فرنسا)، التي تضم مكاتب القناة الفرنسية الثالثة، مطالبين “ببث مباشر”، وغادروا المكان عندما لم يتم تحقيق مطلبهم. وانطلقت حركة السترات الصفراء في السابع عشر من نونبر الماضي، وقد ضمت فرنسيين من الطبقتين الشعبية والوسطى أرادوا التنديد بالسياسات المالية والاجتماعية للحكومة التي يعتبرونها ظالمة، والمطالبة بتحسين القوة الشرائية في البلاد.