أطلقت قوات الأمن الفرنسية، السبت، الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، على متظاهرين حاولوا اختراق طوق للشرطة في جادة شانزيليزيه بالعاصمة باريس. وشارك الآلاف من المحتجين الغاضبين من ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون في ثاني مطلع أسبوع يشهد احتجاجات “السترات الصفراء” في أنحاء فرنسا. وذكرت وكالة “فرانس برس”، أن مئات المحتجين بستراتهم الصفراء التي باتت رمز تحركهم، كانوا صباح السبت يتدفقون على ساحة الايتوال ومدخل جادة الشانزيليزيه وهم يهتفون “استقالة ماكرون” و”الشرطة معنا”. وقرر المحتجون القيام بتحركات في مناطق أخرى أيضا وخصوصا في محيط الطرق المدفوعة ومحاور الطرق السريعة. وقال أحد المتظاهرين، إن “الحكومة فعلت ما بوسعها لشيطنة التحرك الذي سيجري في باريس”. وبعد نجاح التحرك الأول في باريس، عندما أغلق 282 ألف شخص محاور طرق ومواقع استراتيجية، تلاه أسبوع من التجمعات التي ضعفت تدريجيا، يريد المحتجون تقديم عرض جديد لقوتهم. وكشف استطلاع للرأي أجراه معهد “بي في آ”، تأييد 72 في المئة من الفرنسيين مطالب “السترات الصفراء” الغاضبين من زيادة رسم للبيئة أدى إلى ارتفاع أسعار المحروقات. ومع أن طريقة التحرك تثير انقساما بين الفرنسيين، تشكل الحركة غير السياسية وغير النقابية تحديا حقيقيا لماكرون الذي لم يبد أي رغبة في تخفيف وتيرة إصلاحاته من أجل “تغيير” فرنسا. إلا أن الرئاسة الفرنسية أعلنت أن ماكرون سيطلق الثلاثاء “توجيهات للانتقال البيئي”، مؤكدا أنه “تلقى رسالة المواطنين”. وأعلنت شرطة باريس أنها حشدت ثلاثة آلاف من أفراد القوات المتنقلة. فيما أعلن نحو 35 ألف شخص على فيسبوك استعدادهم للمشاركة في تجمع كبير في ساحة الكونكورد في باريس، لكن السلطات منعت هذا التجمع بسبب قرب الموقع من القصر الرئاسي. ومنذ الفجر، أغلقت الطرق المؤدية إلى الإليزيه والقسم السفلي من جادة الشانزليزيه وساحة الكونكورد والجمعية الوطنية ومقر رئيس الحكومة.وقال قائد الشرطة ميشال ديلبويش: “لا يمكن أن تجرى أي تظاهرة أو تجمع أو موكب مرتبط ب”السترات الصفراء” في هذه المنطقة”. وتؤكد حركة “السترات الصفراء” أنها غير سياسية لكن عددا من نواب المعارضة مهتمون بها. واقترحت رئيسة حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) مارين لوبن تنظيم تجمع في الشانزيليزيه، بينما توقع جان لوك ميلانشون زعيم كتلة حزب فرنسا المتمردة اليساري المتطرف في البرلمان “تعبئة هائلة”. ولأكثر من أسبوع، أغلق المتظاهرون الطرق السريعة في جميع أنحاء البلاد بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة مما عرقل الوصول إلى مستودعات الوقود ومراكز التسوق وبعض المصانع. ويعارض المحتجون الضرائب التي فرضها ماكرون العام الماضي على الديزل والبنزين لتشجيع الناس على الانتقال إلى وسائل نقل أكثر ملاءمة للبيئة. وعلاوة على الضريبة، عرضت الحكومة حوافز لشراء سيارات كهربائية أو صديقة للبيئة.