دخلت اليوم الخميس احتجاجات "السترات الصفراء" التي يقوم بها متظاهرون غاضبون من زيادة الرسوم على المحروقات في فرنسا يومها السادس في مواجهة سلطة تنفيذية تطلق دعوات إلى الحوار حينا واتهامات بالتطرف حينا آخر. وكان المتظاهرون واصلوا تحركاتهم أمس (الأربعاء) عبر اقامة حواجز لإبطاء حركة السير قرب نقاط دفع رسوم الطرق السريعة وعند الساحات في مناطق عدة. ولم تتوافر أرقام رسمية عن أعداد المشاركين أمس. لكن مصدرا في الشرطة تحدث عن عشرة آلاف و500 متظاهر في جميع فرنسا. وكان عددهم 27 ألفا الاثنين و290 ألفا السبت. يضاف إلى ذلك حصول احتجاجات في جزيرة لا ريونيون التابعة لفرنسا والواقعة في المحيط الهندي. وأكد أوليفييه غاريغ (38 عاما) العامل في قطاع الزراعة الذي يشارك في التظاهرات في منطقة تولوز في الجنوب الغربي إن "الحركة لا تضعف". وأضاف: "بالتأكيد العدد أقل لأن الناس يعملون، لكننا متضامنون وننظم صفوفنا... الذين يعملون في الصباح يعودون بعد الظهر والعكس بالعكس". ويتوقع أن تستمر الحركة في الأيام المقبلة بينما تتزايد الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي إلى شل الحركة في باريس السبت. ويدعو البعض إلى "فصل ثان" يتمثل بتظاهرة وطنية في ساحة الكونكورد في وسط العاصمة في ذلك اليوم. وقد أعلن 29 ألف شخص حتى الآن نيتهم المشاركة في التظاهرة بينما قال 195 ألفا آخرين أنهم "مهتمون" بها. وقال وزير الدولة لدى وزارة الداخلية لوران نونييز إن تظاهرة السبت لن تُمنع لكن لا يمكن تنظيمها في ساحة الكونكورد لأسباب أمنية. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى "الحوار" لإقناع المتظاهرين بوضع حد لاحتجاجاتهم التي تشل حركة السير وتمنع الوصول إلى مستودعات النفط التي تحاول قوات الشرطة فتح الطرق المؤدية إليها . من جهته، قال رئيس الوزراء إدوار فيليب لنواب الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام": "سننتصر بتماسكنا وثباتنا وتصميمنا". وقد انطلقت التحركات احتجاجا على زيادة أسعار الوقود، غير أن "السترات الصفراء" وسعت نطاق مطالبها للتنديد بالنظام الضريبي بصورة عامة وبتراجع القدرة الشرائية. وحصلت الحركة على دعم اتحاد "القوة العمالية" للنقل الذي دعا أعضاءه ومؤيديه للانضمام إلى الحركة للمطالبة بتحسين القدرة الشرائية.