أشرف كريم قسي لحلو، والي جهة مراكش أسفي وعامل عمالة مراكش، الخميس، على اجتماع خصص لدراسة إعداد مخطط تدبير المدينة القديمة لعاصمة النخيل، لما تحمله من إرث تاريخي يساهم في تشكيل تراث حضاري وعمراني وثقافي ذي إشعاع متميز. وبهذه المناسبة، أكد والي جهة مراكش على ضرورة تضافر جهود كافة الفاعلين والمتدخلين لإعداد مخطط تدبير المدينة العتيقة لمراكش، "الذي سيشكل مشروعا علميا وثقافيا للمواقع"، مضيفا: "سيمكن هذا العمل مرحليا وعلى المستوى المتوسط والبعيد من وضع الإطار الإستراتيجي العملياتي على أرض الواقع". وزاد المسؤول نفسه: "يعتبر هذا المشروع آلية من آليات التنمية المستدامة في خدمة الفاعلين المحليين"، مضيفا: "إنجاز هذا المخطط الهام سيعهد إلى مصالح مديرية الثقافة، بتنسيق مع مصالح عمالة مراكش، وكافة الفاعلين والمتدخلين، في إطار مقاربة تشاركية". وأوصى الوالي ب"ضرورة تعزيز الحماية القانونية؛ وذلك بالترتيب والتصنيف والجرد المتواصل للمباني التاريخية والمواقع الأثرية وعناصر التراث غير المادي في قائمة التراث الوطني والعالمي، وتثمين الحماية المادية للتراث الثقافي واحترام الخصوصيات المعمارية المحلية، واستعمال المواد التقليدية المحلية وتهيئة النسيج العتيق". ويأتي هذا الاجتماع الذي عقد بحضور رئيس جماعة المشور القصبة، ومدراء كل من الوكالة الحضرية لمراكش والمديرية الجهوية للإسكان وسياسة المدينة، والمديرية الجهوية للثقافة، وشركة العمران مراكش، تنزيلا للمشروع الذي أشرف الملك محمد السادس على توقيعه من أجل صيانة وتثمين الموروث التاريخي للمدينة العتيقة لمراكش، وعزمه الوطيد على النهوض برأس المال اللامادي والروحي والثقافي لمراكش. يذكر أن الوكالة الحضرية لمراكش قدمت خلال اللقاء المذكور عرضا تضمن قراءة لأبرز محطات إعداد هذا المخطط، ومحاور الدراسة الخاصة بهذه المدينة المصنفة منذ سنة 1985 من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ضمن لائحة التراث العالمي، إضافة إلى تصنيف ساحة جامع لفنا سنة 2001 تراثا شفويا عالميا.