تحوّلت جنبات شارع محمد السادس (طريق مديونة) بالدارالبيضاء، زوال اليوم الثلاثاء، إلى فوضى وازدحام، على إثر تدخل السلطات المحلية بالعاصمة الاقتصادية لتحرير الملك العمومي. وشهدت جنبات الشارع الرئيسي، المعروف بالفوضى والازدحام بالنظر إلى احتلاله من طرف أصحاب "الفراشة"، غليانا كبيرا، عندما أقدمت السلطات المحلية مرفوقة بعناصر القوات العمومي على إنهاء هذا "الاحتلال". وعرفت أزقة درب السلطان، التي تكون ممتلئة عن آخرها في هذا الوقت، حالة من الكر والفر؛ فقد سارع العديد من الباعة إلى حمل سلعهم والفرار بها، خوفا من حجزها من لدن السلطات المحلية. وأقدمت السلطات، بناء على تعليمات من عمالة الفداء مرس السلطان وولاية جهة الدارالبيضاءسطات، على حجز كميات كبيرة من السلع الخاصة بهؤلاء "الفراشة". كما عملت على إغلاق العديد من المحلات التي كان أصحابها يحتلون الرصيف. ووجهت السلطات المحلية بدرب السلطان إنذارا إلى أصحاب المحلات التجارية بالعمل على حجز كل السلع في حالة عودة احتلالهم الأزقة، بوضعهم طاولات وعرقلتهم السير بها وإغلاق الطريق في وجه المارة، مهددة بعقوبات صارمة في حقهم. وفِي الوقت الذي اعتبر عدد من الباعة في درب السلطان هذه الخطوة تضييقا عليهم، خصوصا أنهم ألفوا العيش في هذا الوضع، عبّر عدد من المواطنين عن استحسانهم لهذه العملية، مطالبين باستمرارها لا أن تكون موسمية. وأكد عدد من المواطنين أن من شأن هذه الحملة، الخاصة بتحرير الملك العمومي، في حالة استمرارها ومواظبة السلطات عليها وعدم جعلها مناسبة لالتقاط الصور من طرف عناصرها أن تعيد الحياة إلى هذه المنطقة التي تعرف صعوبة في حركة السير والجولان. وبالرغم من أن السلطات بولاية جهة الدارالبيضاءسطات تشن بين الفينة والأخرى حملات في بعض المقاطعات، فإن الظاهرة مستمرة؛ وهو ما يلزم تدخلا من طرف مختلف الفاعلين بما فيهم المجتمع المدني. وكان عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، قد وجّه دورية إلى ولاة وعمال الأقاليم تنص على ضرورة تحرير الملك العمومي، واسترجاع الشوارع من العربات المجرورة والفراشة؛ وهو ما جعل مختلف عمالات الدارالبيضاء تعرف حركيّة في هذا الجانب، إلا أن سكان العاصمة الاقتصادية يطالبون السلطات الولائية بتعميم حملات تحرير الشوارع والأزقة من الباعة الجائلين، والذين يساهمون بعرقلة حركة السير إلى جانب تحويل بعض الأحياء إلى مزبلة كبيرة.