ما زالت العشرات من عناصر القوات العمومية مرابطة في الحدود بين إقليمي زاكورة وطاطا، جنوب المغرب، للحفاظ على الأمن والحيلولة عن وقوع المواجهات بين قبيلة المهازيل التابعة لإقليم طاطا وقبيلة أعريب التابعة لإقليم زاكورة، بسبب نزاعهما حول قطعة أرضية. وذكر مصدر أمني مسؤول أن أفراد القبيلتين دخلوا في مواجهة بينهم حول أرض رعوية، مشيرا إلى أن عناصر القوات العمومية بإقليمي طاطا وزاكورة توجد بعين المكان منذ أسبوعين لتهدئة الوضع والحيلولة دون تسجيل أي إصابة في صفوف أفراد القبيلتين. وأضاف المسؤول ذاته أن أفراد قبيلة اعريب وقبيلة المهازيل يتبادلون الاتهامات حول "ردم" بعض الآبار وتكسير ألواح الطاقة الشمسية؛ وهو ما دفع القوات العمومية إلى مطاردة بعض الشباب لإيقافهم والاستماع إليهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وعلى إثر ذلك، نظمت نساء زاوية سيدي عبد النبي المنتميات إلى قبيلة المهازيل، في اليومين الأخيرين، مسيرة احتجاجية ضدا على محاولة عناصر من القوات العمومية اعتقال بعض الشباب الذين اتهموا بتكسير ألواح للطاقة الشمسية تعود ملكيتها إلى قبيلة أعريب في إحدى الآبار المتنازل عليها. المسيرة، التي قامت بها نساء زاوية سيدي عبد النبي، أسالت مداد عدد من المواقع الإخبارية الجزائرية والمعروفة بعدائها للمغرب، حيث نشرت جريدة "النهار" خبرا تحت عنوان "بالصور.. مغربيات ينظمن مسيرة نحو الحدود لطلب اللجوء بالجزائر"؛ وهو ما نفته قبيلة المهازيل، في تواصلها مع هسبريس، موضحة أن ما تم نشره من قبل الإعلام الجزائري مجرد افتراء وكذب وبهتان، مشددة على أن نساء الزاوية قمن بمسيرة في الزاوية ولم يتجهن إلى الحدود. عبد الرحمان الحميدي، متحدثا باسم قبيلة الأدارسة المهازيل، قال إن ما تم ترويجه من قبل الجرائد الجزائرية حول مسيرة نساء زاوية سيدي عبد النبي إلى الحدود وطلبهن اللجوء غير صحيح، مشددا على أن جميع أفراد القبيلة صغيرا وكبيرا مغاربة ووطنيون وولاؤنا إلى قائد البلاد الملك محمد السادس، مضيفا "أن الإعلام الجزائري وعملاءهم في الداخل ينسبون لنا ما لا نرضاه"، وفق تعبيره. وأضاف متحدث جريدة هسبريس الإلكترونية: "نعم لدينا صراع مع قبيلة أعريب حول قطعة أرضية، ونساؤنا وأطفالنا يعيشون كل يوم حالة من الخوف؛ لكن هذا لا يعني أننا سنؤيد افتراءات الإعلام الجزائري المسخر من جهات معادية للمغرب"، لافتا إلى "أن قضية الأرض هي مسألتنا نحن القبيلتين، وأجهزة الدولة المغربية هي من لها الحق في إيجاد لها الحلول المناسبة، ولا شأن للجزائر في ذلك"، مختتما "على الإعلام الجزائري النزول إلى الشارع ومتابعة الاحتجاجات التي ينظمها الشعب الجزائري يوميا ومنذ شهور"، وفق تعبيره.