من المرتقب أن يستقبل متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، في السنة القادمة (2020)، معرضَين فنّيّين، هما "دولاكروا رجوعٌ إلى المغرب"، ومعرض لأعمال التّشكيليّ المغربي فؤاد بلامين. وتنسّق المؤسّسة الوطنية للمتاحف، وفق ما وضّحَه رئيسها المهدي قطبي، مع متحف اللّوفر بباريس، من أجل تحديد القِطَع التي من الممكن إحضارها إلى المغرب لتؤثّث معرضا خاصّا بالفنّان الفرنسي أوجين دولاكروا الذي كان "سفير المغرب الأوّل"، و"سفيرَ أنوارِه إلى أوروبا والعالَم". وأضاف قطبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أعمال ندوة "اللّوحة المغربية لأوجين دولاكروا" التي تنظِّمُها أكاديمية المملكة المغربية، سترد نصوصها في دليل سيصدر بمناسبة تنظيم المعرض في سنة 2020. وعلى مدار أيّام 11 و12 و13 من شهر شتنبر الجاري، نظّمت أكاديمية المملكة المغربية ندوة حول أعمال الفرنسي دولاكروا الذي رسمَ مغربَ القرن التاسع عشر. وبَحثَت ندوات أكاديمية المملكة المغربية في "اللوحة المغربية لأوجِين دولاكروا" بكلمة افتتاحية لأمينِ سرّها الدائم عبد الجليل لحجمري، ومحاضرةٍ افتتاحية لدومينيك دو فون ريو، محافظة عامة بمتحف اللوفر بباريس، وجلسات علمية تدخّل فيها أكاديميون مغاربة وأجانب حول "رحلة دولاكروا في القرن التاسع عشر" واستكشافِه الأنوار، ومذكّراتِ سفرِه، وألوانه، والمغرب كما رآه، ومن تبعوا خطاه فنّا ومن كتبوها أدبا، إضافة إلى التّذكارات التي جاء بها من المغرب ليستعيد ذكرى ما عاشه ليَرسُمَه. وتحدّث عبد الجليل لحجمري، في كلمته التي افتتحت أشغال هذه النّدوة، عن تعاوُنِ أكاديمية المملكة المغربية مع عددٍ من المؤسّسات الوطنية، وعلى رأسها المؤسّسة الوطنية للمتاحف، التي نوَّهَ بالبرامج والمشاريع المشتركة التي تجمهعا مع أكاديمية المملكة، خاصّا بالذّكر تعاوُنَهُما في معرض "كنوز الإسلام في إفريقيا من تمبُكتو إلى زَنجِبار"، الذي سيفتَح أبوابه في اليوم السّادِس عشر من شهر أكتوبر القادم. ومن المرتقب أن تستقبل المملكة المغربية لوحات دولاكروا التي رسمها بعد عودته من بعثة دبلوماسية إلى المغرب، وشكّلت نقطة تحوُّلٍ في التّشكيل الفرنسي "من الرومانسية إلى الانطباعية"، ونقطة تحوُّلٍ في "رسم الشّرق المتخَيَّل"، وعرض تذكارات أخذها من البلد خلال مكوثِه بهِ مدّةً لم تتجاوَز ستة أشهر. تجدر الإشارة إلى أنّ بعض لوحات الفنان الفرنسي أوجين دولاكروا سبَق أن عُرِضَت في المغرب، وكانت آخر مرة في معرض "ألوان الانطباعية" بمتحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر في العاصمة الرباط.