واصلت مبيعات السيارات الجديدة في المغرب تسجيل الانخفاض منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية الشهر الماضي، في وقت بات العديد من المغاربة يُفضلون اقتناء السيارات المستعملة بعيداً عن الوُسطاء. وتفيد أرقام جمعية مستوردي السيارات في المغرب بأن مبيعات السيارات السياحية الجديدة حققت 93 ألف سيارة، مسجلةً انخفاضاً ب13 في المائة في نهاية غشت المنصرم مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. ورغم أن أشهر فصل الصيف معروفة لدى باعة السيارات الجديدة في المغرب بكونها ضعيفة الإقبال، إلا أن استمرار الانخفاض منذ بداية السنة بشكل لافت يطرح عددا من الأسئلة. ولازالت "داسيا" تستحوذ على النسبة الكبيرة من السوق بحوالي 33 في المائة، متبوعة ب"رونو" بحوالي 13 في المائة، ثم "فولسفاكن" بما يناهز 7 في المائة، ثم "هيونداي" ب6.50 في المائة. لكن "داسيا" سجلت نسبة تراجع في مبيعاتها بلغت 11.39 في المائة؛ أما "رونو" فوصلت نسبة انخفاض مبيعاتها إلى 13 في المائة، و"فولسفاكن" ب9 في المائة، مع نهاية غشت المنصرم. ومقابل الانخفاض الذي سجلته السيارات الأولى في حصة السوق، حققت "هيونداي" ارتفاعاً بحوالي 30 في المائة، و"ستروين" ب2.67 في المائة، و"أوبل" بحوالي 99 في المائة. ولا يتوقع عدد من المشتغلين في هذا القطاع أن تسجل الأشهر المقبلة إقبالاً على السيارات الجديدة، إلا حين يتم البدء في الترويج لتخفيضات السنة الجديدة، والتي تنجح نسبياً في استقطاب الزبناء. ويُرجح عدد من المهنيين في القطاع أن عدداً من الأسباب تقف وراء هذا التراجع، من بينها تنظيم معرض السيارات Auto Expo بداية السنة الماضية؛ لكنه يبقى مبرراً تقليدياً يقدمه مهنيو القطاع في كل مرة. وما يميز السنة الجارية في سوق السيارات هو لجوء عدد من وكلاء علامات السيارات الجديدة في المغرب إلى وقف العمل بصيغ القروض المجانية، ناهيك عن عدم تجديد أساطيل السيارات من قبل البعض الآخر. في المقابل، بات الكثيرون يُفضلون اللجوء إلى السيارات المستعملة دون المرور عبر الوسطاء، وهو ما يتجلى في انتعاش خدمات مواقع البيع عبر الإنترنيت المتخصصة في نشر إعلانات الأفراد الراغبين في بيع سياراتهم المستعملة. وأثر الانخفاض في مبيعات سوق السيارات الجديدة في المغرب على النتائج المالية لعدد من الشركات، من بينها مجموعة "أوطوهول"، المتخصصة في تسويق السيارات المستوردة من الخارج، إذ اكتفى رقم معاملتها في النصف الأول من السنة الجارية في تحقيق حوالي 2.11 مليار درهم. ويمثل الرقم سالف الذكر تراجعاً يمثل 12 في المائة على أساس سنوي. ويعزى هذا التراجع أساساً لدى "أوطوهول"، التي تحوز حصة مهمة في سوق السيارات، إلى انخفاض النشاط في الربع الثاني من السنة الجارية بحوالي 24 في المائة.