مازالت سوق السيارات المغربية تعيش على إيقاع الانكماش الذي عرفته طيلة السنوات الأخيرة، حيث سجلت نسبة المبيعات خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية انخفاضا ب 2,49 في المائة، بحجم مبيعات بلغ 48925 سيارة، مقابل بيع 24 ألفا و310 سيارات خلال الربع الأول من نفس السنة بانخفاض بلغت نسبته 7.8 في المائة،. مواصلة بذلك التوجه الانكماشي الذي شهدته خلال السنة الماضية. أما فيما يتعلق بالسيارات المستوردة فقد سجلت ارتفاعا بنسبة 1,85 في المائة، في حين انخفضت السيارات ذات التركيب المحلي بنسبة 19,77 في المائة، ب 31 ألف و623 سيارة. حيث حافظ المصنعان التقليديان «رونو» و»بيجو» على مستوى مبيعاتهما ب3605 وحدة بيعت. وفي نفس الإطار، سجلت علامات «رونو» نسبة 7,36 في المائة، فيما حققت علامات «فولسفاكن» الألمانية حجم مبيعات بلغ 3049 وحدة خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2010، زائد 708 سيارة عن السنة الماضية. وعلى صعيد آخر، تصدرت علامات «اوبل» سوق المبيعات بارتفاع بلغت نسبته 83 في المائة ب799 سيارة. ومرسيدس بنسبة 22 في المائة ب660 وحدة، خلال ستة أشهر الأولى. وعلى الرغم من الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على السيارات الأسيوية مقارنة بالأوروبية، فقد استطاعت هذه الأخيرة تحقيق نسبة ارتفاع بلغت 19 في المائة. حيث سجلت علامات «سوزوكي نسبة مبيعات بلغت 73 في المائة، ب 1175 سيارة، و»هوندا» استطاعت تحقيق ارتفاع بنسبة 17,5 في المائة بحجم مبيعات بلغ 1145 سيارة، وذلك بفضل سيارتها الجديدة «آكورد». أما «تويوتا» فقد بلغ عدد مبيعاتها 1642 وحدة بنسبة 30,5 في المائة، فيما باقي العلامات الأخرى لم يتجاوز سقف مبيعاتها 112 سيارة خلال الستة أشهر من السنة الجارية، مقابل 194 السنة الماضية. وفيما يخص السيارات المركبة محليا، فقد سجلت انخفاضا وصلت نسبته 19,77 في المائة، حيث حققت علامة «سيتروين» انخفاضا بنسبة 35,72 في المائة ب914 سيارة. كما سجلت علامة «داسيا» الأخرى انخفاضا طفيفا بنسبة 2,15 في المائة ب9012 سيارة، و علامات «بيجو» ب30,28 في المائة بسقف 1052 سيارة، ثم «رونو» ب 10,95 في المائة ب5107 سيارة. إلى ذلك أيضا، يتوقع المستهلكون أن تعكس أسعار البيع في السوق المغربية التخفيضات الجديدة في التعريفة الجمركية المطبقة على السيارات الجديدة المستوردة، التي انخفضت من 32,5 في المائة إلى 27,5 في المائة منذ بداية السنة الحالية،كما يتوقع تخفيضها إلى 17,5 في المائة في سنة 2012 في سياق تنفيذ التزامات المغرب في اتفاقيات التجارة الحرة. وأمام انكماش السوق انتهجت شركات توزيع السيارات في المغرب سياسة ترويجية جديدة تركز على بيع السيارات الفاخرة، ذات الأسعار وهوامش الربح المرتفعة لكي تعوض تراجع مبيعات السيارات الاقتصادية والمتوسطة. وعلى خلفية تراجع السوق واحتدام المنافسة انقسم مستوردو السيارات في المغرب إلى فريقين؛ فريق يضم في الأساس مستوردي السيارات الآسيوية، الذين شكلوا جمعية «تجمع مستوردي السيارات من أجل الإنصاف الجمركي في المغرب»، من أجل الضغط على الحكومة المغربية لتخفيض الفارق بين السعر الجمركي المطبق على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي والسعر المطبق على السيارات المستوردة من خارج الاتحاد الأوروبي. وفريق آخر يضم مستوردي السيارات الأوروبية، الذي يدافع عن مكتسبات صناعة السيارات الأوروبية في إطار تنفيذ اتفاقية تحرير التجارة مع المغرب ويعتبرها طبيعية. ويشار إلى أن عدد العلامات الدولية التي تتنافس على سوق السيارات في المغرب يبلغ 54 علامة، إلا أن 12 علامة فقط تسيطر على حصة 88,5 في المائة من السوق، تتصدرها العلامات الفرنسية الثلاث «داسيا» بحصة 19,7 في المائة، و»رونو» بحصة 18,5 في المائة، و»بوجو» بحصة 9,6 في المائة. متبوعة بالعلامات الكورية «هيونداي» بحصة 6,5 في المائة، و»كيا» بحصة 6,2 في المائة من السوق.