عرفت مبيعات السيارات الجديدة خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية انخفاضاً لافتاً، بلغت نسبته حوالي 13.7 في المائة، مقابل نمو بلغ 7.4 في المائة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية. وتُفيد المعطيات الحديثة الصادرة عن جمعية مستوردي السيارات بالمغرب أنه بنهاية يونيو الماضي تم بيع 80.735 سيارة جديدة، أي بانخفاض قرابة 10 آلاف سيارة مقارنة مع تم بيعه خلال النصف الأول من السنة الماضية. وشمل تراجع المبيعات مختلف علامات السيارات، بما فيها الفارهة، في حين لازالت سيارات "داسيا" تحتل المرتبة الأولى في حصة سوق مبيعات السيارات الجديدة ب21584 سيارة، بتراجع بلغ 14 في المائة، تليها "رونو" ب11248 سيارة، بانخفاض قدره 9.5 في المائة. وفي المرتبة الثالثة ضمن حصة سوق السيارات الجديدة، حسب أرقام الجمعية، تأتي علامة "بوجو" ب5490 سيارة. أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب "هيونداي" ب5136 سيارة، ثم "فولسفاكن" ب4281 سيارة في المرتبة الخامسة. وطال الانخفاض أيضاً السيارات الفارهة، إذ تراجعت مبيعات سيارات BMW بحوالي 14 في المائة، و"أودي" ب29 في المائة، و"مرسيديس" ب16 في المائة، و"لاند روفر" ب43 في المائة، و"جاكوار" ب30 في المائة. وتُعاكس حصيلة النصف الأول من السنة توقعات وُكلاء وموزعي السيارات الجديدة، بعدما كانوا يُراهِنون على إنهاء السنة الجارية بنمو مبيعات يناهز 5 في المائة، للحفاظ على المستوى نفسه الذي عرفته السنة الماضية، لكن حدث العكس. ولا يتوقع أن تعرف مبيعات السيارات خلال فصل الصيف أي ارتفاع، إذ يتم تجنب هذه الفترة، خصوصاً لتزامنها مع عيد الأضحى، ثم الدخول المدرسي المثقل لكاهل الأسر. ويبقى الرهان على الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، والتي تعرف عروضاً استثنائية كثيرة. وحسب بعض وكلاء وموزعي السيارات في المغرب فإن هذه الحصيلة "لا يمكن عزلها عن الظرفية الاقتصادية للمملكة، المطبوعة بنمو اقتصادي ضعيف وتباطؤ استهلاك الأسر". وبالإضافة إلى ذلك يُرجح أن يكون قرار إلغاء القروض المجانية سبباً ألقى بثقله على الحصيلة. وكان أرباب شركات التمويل ووكلاء وموزعي السيارات قرروا في أبريل الماضي وقف عرض بيع السيارات بقروض بفائدة 0 في المائة، لكن بعد أسابيع من ذلك تراجعت عدد من الشركات عن القرار، وبدأت تروج لهذا العرض تزامناً مع الصيف لاستقطاب الزبناء. ويمثل عرض القرض بدون فائدة أكثر عامل لشراء السيارات الجديدة بالمغرب، وبما أن بعض وكلاء السيارات ألغوه وفي ما بعد عدلوا من شروطه، أجل البعض اقتناء السيارات الجديدة، فيما اختار آخرون اقتناء سيارة مستعملة. وفي حالة استمرار وتيرة انخفاض مبيعات السيارات الجديدة في النصف الثاني من السنة الجارية، ستكون هذه الحصيلة نهايةً لقرابة ست سنوات متتالية حققت فيها شركات السيارات نتائج إيجابية، خصوصاً سنة 2016 التي عرفت ارتفاع المبيعات ب24 في المائة.