على الرغم من الحديث الدائم عن الأزمة المالية التي يمر منها المغرب، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، إلا أن ذلك لم يمس الطبقة الغنية التي أقبلت على شراء السيارات الفارهة بشكل كبير خلال العام الجاري، حيث تُظهر الأرقام التي أعلنتها الجمعية المغربية لمستوردي السيارات في المغرب "إيفام" أن جل الشركات التي تبيع السيارات باهظة السعر قد سجلت ارتفاعا في مبيعاتها. وتظهر الإحصائيات، التي نشرت أول أمس الثلاثاء، أن شركة "بورش" استطاعت أن تضاعف مبيعاتها بنحو 128 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، بعد أن باعت 155 سيارة من موديلات هذا الصانع الألماني، والتي أصبحت، أخيرا، من فروع مجموعة فولسفاغن، كما حققت الموديلات الفارهة ل "جيب" التابعة لمجموعة "فياط كريزلر" نموا في المبيعات فاق 156 في المائة، وباعت 1077 سيارة خلال 11 شهرا الماضية، أما الصانع البريطاني "ميني" فاستطاع استقطاب 137 مشتريا خلال هذه السنة محققا ارتفاعا في المبيعات بنسبة 25 في المائة. الصانع الألماني "ميرسديس" لم يخرج عن القاعدة، وحقق نموا في مبيعات سياراته بالمغرب بنسبة 14 في المائة، من خلال بيع أزيد من 1870 موديلا خلال 2015، والأمر نفسه بالنسبة إلى "أودي" الألمانية، التي باعت 1590 سيارة، وسجلت ارتفاعا في مبيعاتها خلال هذه السنة بنحو 9 في المائة، بينما ثالث موديل ألماني استهوى المغاربة كان هو "بي إم دوبل في"، الذي حقق نموا طفيفا بنسبة 0.16 في المائة، لكنها باعت أكثر من "ميرسديس" و"BMW"، أي حوالي 1902 سيارة في ظرف 11 شهرا، وبذلك تكون الموديلات الألمانية أكثر السيارات الفارهة التي اجتذبت المغاربة خلال العام الجاري. أما "فولفو" السويدية، فشهدت هذه السنة تراجعا في مبيعاتها بالمغرب بناقص 23 في المائة، ولم تبع سوى 375 سيارة، كما شهدت موديلات "جاكوار" البريطانية تراجعا في المبيعات بنحو 29 في المائة، وباعت خلال الأشهر 11 الماضية 92 سيارة. وأفادت إحصائيات جمعية "إيفام" أن المغاربة اشتروا خلال هذا العام حوالي 7200 سيارة فارهة، وبذلك تكون 7 في المائة من مبيعات السيارات الجديدة بالمغرب تخص السيارات غالية السعر، في حين تتوزع ال 93 في المائة المتبقية ما بين السيارات الاقتصادية والمتوسطة الأسعار. وبالنسبة إلى السيارات الاقتصادية، فكان لها نصيب الأسد في مجمل مبيعات السيارات الجديدة خلال هذه السنة، ويأتي على رأس اللائحة موديلات "داسيا" التي استحوذت على حصة السوق تفوق 28 في المائة، أي أن حوالي ثلث المشترين خلال هذه السنة توجهوا إلى موديلات "داسيا"، من خلال بيع أزيد من 32 ألف سيارة "داسيا" في ظرف 11 شهرا، وفي الرتبة الثانية تأتي موديلات "رونو" بنحو 9.7 في المائة من حصة السوق، وبيع أكثر من 11 ألف سيارة، ثم ثالثا موديلات "فورد" التي باعت 9912 سيارة لتستحوذ على حصة سوق تقارب 8.6 في المائة، متبوعة بموديلات الكوري الجنوبي "هيونداي" بحوالي 8700 سيارة بيعت خلال 2015، ثم "فياط" الإيطالية بنحو 8400 وحدة.