تحذيرات مستدعية للانتباه تلك التي أصدرتها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، اليوم الإثنين، داعية من خلالها المواطنين إلى الابتعاد بأسرع ما يمكن عن المناطق التي بها وديان ومنحدرات حيث من المتوقع تكرار حالات العواصف مع زخات رعدية غير معتدلة ورياح قوية، ما يشكل تهديدا لحياة كل من يتواجد بتلك المناطق. ودعا الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر ابتداء من اليوم وطيلة الأيام المقبلة، وقال في تصريح لهسبريس: "لا بد من الابتعاد بأسرع ما يمكن عن مناطق الوديان والمنحدرات، ومن المحتمل أن يستمر الوضع على ما هو عليه خلال الأيام الثلاثة المقبلة". وأبرز يوعابد أن التحذيرات تشمل بالخصوص المناطق الجبلية، مؤكدا أن المديرية ستصدر نشرة إنذارية انطلاقا من الواحدة بعد زوال هذا اليوم إلى منتصف الليل، تهم مناطق الحوز، أزيلال، بني ملال، بولمان، قلعة السراغنة، جنوب شرق البلاد، الأطلس المتوسط، خريبكة، ورززات، تنغير، وزاكورة. وشرح المتحدث أن أسباب هذه العواصف تعود إلى تكوُّن سحب مدارية تتميز بالحرارة والرطوبة تنتشر على مستوى الطبقات السفلى للمغرب وتصعد من الجنوب إلى الأطلس، تصاحبها كتل باردة تمر في أعالي الوسط، مما يجعل هذه السحب لا تستقر، خاصة في المناطق الجبلية. جدير بالذكر أنّ السيول الجارفة التي شهدتها بلدة إمي نتيارت بدائرة إغرم نواحي تارودانت قد أودت بحياة سبعة أشخاص؛ منهم ستة مُسنّين وشاب واحد، وجرْح شخص آخر جرى إنقاذه، في حين ما يزال البحث جاريا عن شخص آخرَ مفقود، حسب إفادات السلطات المحلية لإقليم تارودانت. كما تسببت العاصفة الرعدية التي شهدتها منطقة إملشيل، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم ميدلت، في انقطاع الطريق في وجه ساكنة بعض الدواوير المتضررة، الأمر الذي أدى إلى عزلتها. وسبق أن طالب فرع "إداومومن" للهيئة المغربية لحقوق الإنسان ب"رفع كل أشكال التهميش والإهمال التي تعاني منها المنطقة، وتعويض المتضررين من الفيضانات"، كما دعا المسؤولين إلى "عدم الاستهتار بأرواح المغاربة عبر فتح تحقيقات لا نهاية لها، مما يكرس المزيد من الضحايا والكوارث"، محذرا من كون مناطق أخرى بالإقليم "مهددة في أية لحظة بالفيضانات كجماعة إداومومن المتاخمة لواد بني محمد"، مؤكدا: "فشل كل السياسات المتبعة بالإقليم في جميع الميادين، باستثناء حفلات التبوريدة والمهرجانات لهدر المال العام".