أظهرت تحذيرات سابقة نشرها نشطاء محليون بجهة سوس أن “فاجعة السيول الجارفة بتارودانت، أمس الأربعاء، كان بالإمكان تجاوزها لو أن السلطات المحلية أولت الأمر الإهتمام اللازم”. فقبل شهر ونصف من إقامة المباراة النهائية لدوري كرة القدم بملعب تيزرت، وحينما كانت الساكنة المحلية تحتفي بإقامة هذه المنشأة التي كانت مسرحا للحادث بدوار إداونضيف، حذر ناشط محلي يدعى “عبد الرحمان أشنيد” من خطر السيول التي قد تسببها العواصف والأمطار الرعدية، وقد تداهم الملعب الذي أقيم في “واد”. وأشار أشنيد عبر تدوينة على حسابه في فيسبوك، إلى أن المنطقة المذكورة، كما باقي المناطق الجبلية، مهددة بالسيول التي قد تدمر كل ما يقع في طريقها من بنايات ومنازل، وغيرها. الناشط المذكور عاد إلى التحذير بطريقة أخرى ساعات قبل وقوع الحادثة، حيث قام زوال يوم الحادثة بالتنبيه إلى عواصف رعدية ستشهدها عدد من المناطق بينها تاردانت وإيمنتانونت وإغرم، داعيا إلى توخي الحذر والإبتعاد عن الأودية الجارفة. وفي السياق ذاته، أكدت مصادر محلية ل”اليوم 24″، أن نشطاء محليين نبهوا وبشكل مباشر، المسؤولين عن إقامة دوري كرة القدم إلى الخطر المحدق بالملعب قبل أيام فقط من إقامة المباراة التي تحولت إلى مأساة راح ضحيتها 7 أشخاص حتى الآن، فيما لازال حوالي 7 آخرين في عداد المفقودين. كما يطرح الموضوع تساؤلات حول سبب السلطات المحلية بإقامة الملعب من أصله في منطقة مهددة بالسيول. وكان المواطنون بجماعة “إمي نتيارت”، التابعة لقيادة أضار، ضواحي إقليمتارودانت، قد عاشوا مساء أمس الأربعاء، أجواء مرعبة بعدما داهمت سيول طوفانية العشرات من المواطنين، لتجرف حوالي 15 منهم أصبحوا في عداد المفقودين، تأكد مقتل 7 منهم جلهم من كبار السن. وكانت جمعية محلية بصدد إجراء مباراة نهائية لكرة القدم بين فريقين محلين، حيث أقيمت المقابلة بملعبدوار “تيزيرت” بقبيلة إداونضيف، التابع لدائرة إغرم بإقليمتارودانت، قبل أن تتسبب أمطار رعدية عرفتها مرتفعات الأطلس الصغير، في تجمع السيول ومداهمتها لملعب كرة القدم الذي تمت إقامته في “واد” معروف بتجمع السيول فيه. ولجأ عدد من المواطنين إلى إحدى البنايات المجاورة للملعب في محاولة للتحصن من السيول الجارفة، لكن هذه الأخيرة داهمت المبنى وتسببت في تدميره بالكامل، كما سحبت معها 15 مواطنا من المشجعين. وأظهرت مقاطع فيديو وصور التقطها ناشطون محليون مشاهد مرعبة للحادث، وسط استغاثة الضحايا وصراخ الحاضرين الذين لم يجدوا من سبيل لإنقاذ الغرقى.