احتفالا بمطلع السنة الهجرية الجديدة، وتكريما للعلماء المسلمين المؤثرين في العالم الإسلامي، منح ملك ماليزيا، السلطان عبد الله رعاية الدين المصطفى شاه، جائزة العام الهجري لمعالي العلامة عبد الله بن بيه، صاحب مبادرة «إعلان مراكش لحقوق الأقليات»، وهي أعلى جائزة تمنحها ماليزيا للعلماء المسلمين ذوي التأثير الإيجابي في العالم. وحضر هذا التكريم الرفيع معالي رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية، ومر في أجواء مهيبة رائعة، تؤكد حرص دولة ماليزيا على الاحتفال الدوري بهذه المناسبة، وتقديرها لعلماء وأئمة الأمة الإسلامية عبر تكريمهم وتقدير عطاءاتهم. وفي كلمته بالمناسبة أشاد العلامة بن بيه بالنموذج الماليزي في التعايش، والتسامح القائم بين الأعراق والديانات بماليزيا، وأكد أن "واجب الوَقت اليوم هو البَحث عن السَّلام؛ فالإنسانية كلّها اليوم تحتاج إليه، والعالم الإسلامي ربّما أشد فاقةً إليه من غيره"، وزاد: "ما شهدته المنطقة في العقد الأخير ومازالت تشهده يفرض علينا جميعا أن نصرف جهودنا وجهادنا لإطفاء الحريق المشتعل ولبثّ روح السكينة في النفوس، والتصدّي لتحدّي الإرهاب والتطرُّف". وسعيا إلى القيام بهذا الواجب، قدم منتدى تعزيز السلم مبادرات رائدة، أهمها "إعلان مراكش لحقوق الأقليات"، الذي يعد إحياء لصحيفة المدينةالمنورة، والذي احتضنته المملكة المغربية في 2016، ويقدم من خلاله المنتدى للعالم وثيقة تاريخية لصياغة العلاقة بين الانتماء الديني والهوية الوطنية. واعتبر بن بيه أن هذا الإعلان يقدم الرواية والرؤية الصحيحة للإسلام في التعامل مع المجتمعات ذات التركيبة الدينية والعرقية، ما يمثل تنزيلا حقيقيا للمصالحة التي ينبغي أن تكون بين الانتماء الديني والهوية الوطنية، وقال: "جاء الإعلان يجلي القيم الإسلامية والأسس المنهجية لواجب التعايش السعيد والتعامل الحسن مع سائر أتباع الديانات، وقد دعا علماء ومفكري المسلمين إلى العمل لتأصيل مبدأ المواطنة الذي يستوعب مختلف الانتماءات بالفهم الصحيح والتقويم السليم للموروث الفقهي والممارسات التاريخية، وباستيعاب المتغيرات التي حدثت في العالم". جدير بالذكر أن العلامة بن بيه يعتبر من أهم العلماء المسلمين المعاصرين الفاعلين على الساحة الدولية، ويرأس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي مقره أبوظبي، وحاز وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، منحه له الملك فيصل بن عبدالعزيز سنة 1976م، وجائزة الملك محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية في 2009، وجائزة الحرية الدينية في 2016 وجائزة التميز الدولية لسفير الحريات الدينية في 2019، ويرأس مركز الموطأ للدراسات والتعليم بأبوظبي الذي يقدم منهجا تعليميا متكاملا يجمع بين التكوين الشرعي الأصيل والوعي بالواقع، لإعداد علماء قادرين على تصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المتطرف.