كشف مصدر من قبيلة أعريب، المنحدرة من محاميد الغزلان بإقليم زاكورة، أن العشرات من أفراد هذه القبيلة التحقوا، صباح اليوم الأحد، بمنطقتي كريزيمة وبوكعو الواقعتين بإقليم طاطا، لمؤازرة إخوانهم المعتصمين في أرض متنازع عليها بين قبيلتهم وقبيلة الشرفاء الأدارسة المهازيل بإقليم طاطا. وأضاف المصدر ذاته، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن كبار وشيوخ هذه القبيلة سيعقدون اجتماعا، مساء اليوم الأحد، بمحاميد الغزلان من أجل الإعلان عن رحيل جماعي لمؤازرة باقي أفراد القبيلة المتواجدين، منذ أمس السبت، بالمنطقة المتنازع عليها، مشيرا إلى أن القبيلة متشبثة بمطالبها المرفوعة إلى السلطات المختصة. من جهته، قال الحميدي عبد الرحمان، متحدثا باسم قبيلة الأدارسة المهازيل، إن أراضي رحل قبيلة أعريب توجود فقط بمدينة محاميد الغزلان، بينما تقع أراضي قبيلة المهازيل غرب محاميد الغزلان وتبعد عنها بحوالي 70 كلم، مشيرا إلى أن رحل قبيلة أعريب هم من قاموا بالهجوم على أراضي المهازيل، وعلى سكان القبيلة بواسطة الأسلحة البيضاء، عكس ادعاءاتهم. وأوضح الحميدي، في تصريح لهسبريس، أن الهدف من هذا الهجوم الذي شنته قبيلة أعريب هو الترامي على أراضي المهازيل، مشيرا إلى أن أراضي هذه القبيلة يقع جزء منها بعمالة زاكورة والجزء الآخر بعمالة طاطا. وتابع قائلا: "القبيلة المتنازع معها احتلت اليوم أراضينا الواقعة بالنفوذ الإداري لزاكورة بدون سند قانوني، وأمام أعين السلطات". وذكر متحدث باسم المهازيل أن هذه القبيلة لديها الوثائق الرسمية التي تثبت ملكية الأرض، والتي يعود تاريخ بعضها إلى أزيد من 650 سنة، والبعض الآخر إلى عهد الاستعمار. وأضاف أن هناك محضرا وقّع بين قبيلة المهازيل وقبيلة النشاشدة، وأن قبيلة أعريب كانت شاهدة فيه على أن الأرض تعود إلى قبيلة المهازيل، مشيرا إلى أن ذلك كان سنة 1990. وبخصوص اتهام قبيلة المهازيل من طرف القبيلة الأخرى بتسميم الإبل والمراعي والمياه، وطمر بئر بواحة الشبي، أكد المتحدث ذاته أن ذلك "مجرد كذب وافتراء لتغليط الرأي العام الوطني، خصوصا أن إبل رحل أعريب ما زالت ترعى وتجول في تلك المراعي التي تعود ملكيتها إلى قبيلة المهازيل"، مشيرا إلى أن المهازيل سبق لها أن راسلت وزارة الداخلية وعمالتي زاكورة وطاطا وولايتي سوس ماسة ودرعة تافيلالت، دون أن تجد شكايتها آذان صاغية، محملا هذه الجهات مسؤولية ما يقع. ومن أجل وضع نهاية لهذا النزاع القائم بين القبيلتين، دعا الحميدي قبيلة أعريب إلى اللجوء إلى المساطر القانونية إن كانت فعلا تمتلك الأرض المتنازع عليها، والإدلاء بالوثائق التي تثبت ذلك. وأضاف أن قبيلة المهازيل تتحدى الطرف الآخر بالإدلاء بوثيقة واحدة أمام المحكمة تثبت أن الأرض باسمها، كما طالب السلطات بحسم هذا الموضوع. وذكر مصدر أمني مسؤول أن القوات العمومية ما زالت تراقب الوضع في الأرض المتنازع عليها، وأن مسؤولي إقليمي طاطا وزاكورة يبحثون عن حلول ترضي الطرفين، وإنهاء الاحتقان بين القبيلتين وعدم دخولهما في مواجهات، خصوصا أن أفراد القبيلتين مازالوا يتوافدون على الأرض المتنازع عليها، وفق تعبيره.