تفجر صراع جديد بين قبيلتين حول أرض بورية مخصصة للزراعة والرعي، توجد بالمنطقة الحدودية بين إقليمي زاكورة وطاطا، مما عجل بدخول وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، على الخط، في محاولة منه لنزع فتيل الاحتقان بين الطرفين، والذي دام عقودا قبل أن يتجدد هذه السنة، تورد مصادر «أخبار اليوم» القريبة من الموضوع. وبحسب المعطيات التي استقتها «أخبار اليوم» من مصادرها، فإن تحرك وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، والذي وضع يده على ملف «الصراع القبلي» بين قبيلتين من زاكورة وطاطا، جاء عقب نجاح عاملي الإقليمين، فؤاد حجي وصلاح الدين أمال، في تدخل لهما يوم السبت الأخير، في اعتصام نفذه بالأرض المتنازع عليها مع قبيلة «المهازيل» المنحدرة من إقليم طاطا، أزيد من تسعين شخصا من قبيلة «عريب»، المنحدرين من جماعة «محاميد الغزلان» التابعة للنفوذ الترابي لعمالة زاكورة، حيث تمكنت المصالح الإقليمية للإقليمين في فك الاعتصام وعودة المعتصمين الغاضبين إلى بيوتهم، مما جنب المنطقة مواجهات عنيفة بين القبيلتين، بعدما لجأت السلطات إلى دفع تعزيزات أمنية نحو المنطقة، تقول مصادر الجريدة. آخر الأخبار القادمة من إقليمي زاكورة وطاطا، تفيد أن لجنة مركزية من وزارة الداخلية، والتي كلفها الوزير عبد الوافي لفتيت بحل ملف الأرض المتنازع عليها بين القبيلتين بالحدود بين الإقليمين بالجنوب الشرقي، ينتظر أن تحل بالمنطقة يم غد الأربعاء، حيث ستجتمع بحسب مصادر «أخبار اليوم»، مع أعيان وممثلي قبيلة «اعريب» المنحدرين من جماعة «محاميد الغزلان» بإقليم زاكورة، ونظرائهم بقبيلة «المهازيل» المنتمين لإقليم طاطا، وذلك في محاولة من لجنة وزارة لفتيت لفض النزاع بين الطرفين، ونزع فتيل الاحتقان بينهما دام عقودا طويلة، قبل أن ينتقل الصراع مؤخرا إلى مواجهات عنيفة على الأرض التي يتصارعون حولها، مما أثار تخوف السلطات من دخول الملف مرحلة جديدة من التصعيد. وبخصوص أسباب تجدد المواجهات بين القبيلتين بعد سنوات من الهدنة، كشفت مصادر متطابقة في حديثها ل»أخبار اليوم»، أن عودة الأمطار للمنطقة بعد سنوات الجفاف، وكذا تحسن مخزون فرشة المياه الجوفية، دفعت بأفراد قبيلة «المهازيل» المنحدرة من إقليم طاطا، إلى ممارسة أنشطة زراعية بالأرض البورية، الموجودة على الحدود بين إقليمي زاكورة وطاطا، بالمنطقة المشهورة باسم «وزكيلما» المحاذية لوادي «بوكرود»، والقريبة جدا من نفوذ جماعة «فم زكيد»، على بعد 140 كلم عن طاطا، حيث أثار هذا النشاط الزراعي والفلاحي لقبيلة «المهازيل»،غضب جيرانهم بقبيلة «اعريب» التابعين لإقليم زاكورة، والذين اعتبروا هذا التصرف بأنه محاولة لتغيير الوضع القائم وفرض سيطرتهم على هذه الأرض المتنازع عليها منذ قرون، من خلال استغلالهم لها زراعيا، مما دفع أفراد قبيلة «اعريب» إلى تنفيذ إنزال بالمنطقة يوم السبت الماضي، واعتصموا هناك، مما عجل بتدخل عاملي إقليمي زاكورة وطاطا، وأقنعا الطرفين بإخلاء المكان، وانتظار وصول اللجنة التي ستحل بالمنطقة قادمة من وزارة الداخلية بالرباط، بتكليف من عبد الوافي لفتيت، للنظر في الخلاف القائم حول هذه الأرض البورية المترامية الأطراف على الحدود بين زاكورة وطاطا. يذكر أن الصراع حول مناطق الرعي بدأ بمناطق سوس، حيث تصاعدت حدة المواجهات حتى بلغ ملفها مستوى غير مسبوق من الاحتقان السياسي وضع رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في «مواجهة» مع وزيره في الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، بعدما طالب أهل سوس بوقف مشروع تنمية المراعي الذي يشرف عليه شخصيا أخنوش.