مضايق تودغى جنّة على الأرض مخفية بين ثنايا جبال جوهرة الجنوب الشرقي، تتمازج ألوان الفصول على أوراق أشجار واحتها الخلابة.. تستقطب جبال تودغى في الصيف، كما بقية الفصول، زوارها المحليين والأجانب بغية الاستمتاع بمناظرها الرائعة التي تشكل لوحة طبيعية لعشاق التصوير. لؤلؤة مضايق جبال تودغى تواجه العديد من العقبات والإشكالات التي تؤثر بالسلب على السياحة الداخلية، من بينها انتشار الكلاب الضالة في المنطقة؛ وهو الوضع الذي يثير تذمر السكان والتجار، ومن شأنه أيضا أن يثير قلق السياح الأجانب الذين يأتون إلى المنطقة بغية استكشاف المناظر الخلابة. وتبرز المعاينة، التي قامت بها جريدة هسبريس الإلكترونية، أن أبناء منطقة تنغير يشكون ضيق الطريق العابرة وسط مضايق تودغى، بحيث تجد السيارات صعوبة كبيرة في المرور، لاسيما خلال أوقات الذروة، مطالبين بإعادة تعبيدها حتى تُسهّل حركة السير، بينما يتذمر السكان أيضا من غياب طريق الراجلين في المنطقة السياحية. وحسب الشهادات المتعددة التي استقتها الجريدة في المنطقة، فإن تراكم النفايات والأزبال في مضايق تودغى يثير حنق السائحين، بسبب غياب عمال النظافة الذين تُسند لهم مهمة جمع الأزبال؛ لكن بعض الشهادات لم تخف مسؤولية الزائرين أيضا في هذا الوضع، بسبب مسؤوليتهم المباشرة في "غزو" النفايات للمنطقة. كما استغرب متحدث آخر للجريدة انتشار الكتابات فوق صخور مضايق تودغى الموغلة في القدم، مؤكدا أن "مواقف السيارات غائبة في المنطقة السياحية برمتها، بحيث يتم ركن السيارات في جانب الطريق، وهو ما يعيق حركة السير، إلى جانب غياب خدمات المراحيض العمومية المفتوحة للسياح". وأوضح أحد تجار مضايق تودغى، في حديثه مع هسبريس، أن "مضايق تودغى تعاني ركودا اقتصاديا حتى في فصل الصيف، لأن السائح المحلي ليست له ثقافة اقتناء أي شيء من لدن التجار، ومن ثمة المساهمة في انتعاش التجارة السياحية، إذ تُحضر العائلات أكلاتها الغذائية وجميع ما تحتاجه، لتبقى بذلك المقاهي بدون رواج". وتابع بالقول: "أثمنة المنتوجات التي يبيعها التجار مناسبة للغاية، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر الوشاح الصحراوي الذي يقاوم الحرارة نحو ستين درهما؛ بينما توجد أنواع أخرى أقل ثمنا تتراوح بين ثلاثين وأربعين درهما"، مبرزا أن "المقاهي تقدم خدماتها للسياح بأسعار مناسبة للعموم، لأن منطقة تنغير معروفة في الأصل بانخفاض تكلفة خدماتها". وعلى الرغم من المشاكل التي يتخبط فيها المنتجع السياحي لمدينة تنغير، فإن مضايق تودغى تشهد حركة سياحية دائمة، لا سيما خلال فصل الصيف، بحيث تستهوي هواية تسلق الجبال السياح الأجانب، وتجذب المناظر الطبيعية عشاق التصوير، وتثير الهندسة الطبيعية للجبال إعجاب الزوار، ويجد السكان المحليون مكانا للترويح عن النفس.