تعتبر مضايق تودغى، الواقعة على بعد 16 كيلومترا من مدينة تنغير، من أهم الوجهات السياحية بالمنطقة، حيث تستقبل سنويا، خصوصا في فصل الصيف، المئات من الزوار يوميا، الذين يفرون من أشعة الشمس الحارقة، بحثا عن مكان بارد للاستجمام، إلا أن المنطقة، رغم استغلالها منذ عقود، ما زالت تعاني من غياب شبكة الكهرباء، وخدمات أخرى في المستوى المطلوب. ومن بين أهم الإشكالات، التي تواجه مضايق تودغى السياحية، المنتوجات الغذائية المقدمة للزوار، والتي تفتقر إلى شروط السلامة الصحية، وتهدد صحتهم لغياب الكهرباء وآلات التبريد، حيث يلتجئ العشرات من أصحاب المقاهي والفنادق إلى مياه الواد من أجل تبريد المشروبات الغازية وغيرها من المواد الاستهلاكية. منير العربي الطويل، وهو شاب بيضاوي عمره 29 سنة، يزور لأول مرة مضايق تودغى، أوضح أنه لم يستطع قضاء أزيد من نصف ساعة بالمكان، مشيرا إلى أن المنظر جميل، لكن الخدمات المتوفرة ضعيفة جدا إلى درجة أنها غير متوفرة. وأضاف أن المواد الاستهلاكية، التي يتم وضعها في مياه الواد، تكون معرضة لأشعة الشمس، وهو ما يشكل خطرا على صحة المستهلك. الملاحظة ذاتها أبدتها سمية المغروسي، القادمة من آزرو، حيث أكدت أن ما شاهدته في مضايق تودغى لم تشاهده في مكان سياحي آخر، مضيفة أن وضع المشروبات ومشتقات الحليب في الواد من شأنه أن يهدد صحة المواطنين. وعلقت على ذلك بالقول: "هذه مهزلة واستخفاف بحياة الزوار"، مضيفة أن "على الجهات المختصة وقف هذا العبث قبل وقوع كارثة إنسانية". من جهته، لم يخف المحجوب عبد النور، رئيس المجلس الجماعي لتودغى العليا، أن ما يتم تقديمه للزوار، خصوصا فيما يتعلق بالمشروبات، لا يستوفي شروط السلامة الصحية، مضيفا أن المجلس سيعمل في الأيام المقبلة على استدعاء جميع المهنيين المشتغلين في فضاء مضايق تودغى لحثهم على ضرورة احترام الشروط الصحية. وأكد المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن مشكل تزويد المضايق بالكهرباء سيتم حله عما قريب، مضيفا أن الجماعة ستعمل على مراسلة المكتب الوطني لحفظ الصحة من أجل القيام بزيارات ميدانية إلى مضايق تودغى للتأكد من سلامة المنتوجات الاستهلاكية المقدمة للزوار، وتحرير محاضر رسمية في حق كل المخالفين.