تتواصل معاناة المواطنين المغاربة الراغبين في الحصول على تأشيرة "شينغن"، للدخول إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أنّ الموضوع كان مثار نقاش بين وزارة الخارجية المغربية والبلدان الأوروبية المعنية. معاناة المواطنين المغاربة مع "فيزا شينغن" لم تعد تقتصر فقط على تأخر مواعيد دفع طلبات الحصول على التأشيرة، كما حصل خلال الشهور الأخيرة؛ بل انتقلت إلى رفض الطلبات، بعد طول انتظار، كما هو الحال بالنسبة إلى بلجيكا. وفي الوقت الذي مكنت فيه المساعي التي بذلتها الدبلوماسية المغربية من تقليص مدد الردّ على طالبي التأشيرة المغاربة من طرف بعض القنصليات التي يكثر الإقبال على تأشيرة بلدانها، كفرنسا وإسبانيا، فإنّ المغاربة يشتكون من استمرار طول أمد ردّ القنصلية البلجيكية على طلبات حصولهم على تأشيرة بلجيكا. وتعج مجموعات الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكاوى مواطنات ومواطنين مغاربة من تأخر القنصلية البلجيكية على الرد على طلبات حصولهم على التأشيرة، وارتفاع الحالات التي تُرفض طلباتها، على الرغم من أن المعنيين يقولون إنهم يستوفون جميع الشروط المطلوبة. وتصل مدة انتظار الردّ على طلبات الحصول على تأشيرة بلجيكا، في بعض الأحيان، حسب إفادات مواطنين مغاربة، إلى ثلاثة شهور، على الرغم من إدلاء المعنيين المستعجلين بالوثائق التي تثبت ضرورة وجودهم في بلجيكا، خلال الفترة التي حدّدوها في وثائق ملفاتهم. في هذا السياق، كتبت لمياء في إحدى المجموعات على "فيسبوك" أنّ والدتها تقدمت بطلب الحصول على تأشيرة الدخول إلى بلجيكا، لزيارة ابنتها الموشكة على الولادة، وضمّنت ملفها وثيقة تؤكد التاريخ الذي ستنجب فيه ابنتها، ومع ذلك لم تحصل على التأشيرة إلا بعد أن أنجبت ابنتها بأيام. موضوع تأخر حصول المغاربة على تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي كان مثارَ نقاش في البرلمان المغربي شهر ماي الماضي، وردت مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، على أسئلة النواب بأن الوزارة ستعقد لقاءات مع مسؤولي الدول المعنية لبحث سبُل تبسيط إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول إلى ترابها. وبالرغم من مضي ثلاثة شهور على طرح هذا الموضوع في البرلمان المغربي، فإنّ المواطنين المغاربة الراغبين في الحصول على تأشيرة الدخول إلى الأراضي البلجيكية ما زالوا يشتكون من طريقة تعامل قنصلية بلجيكا مع طلباتهم، بتأخرها في الرد ورفض أغلب الطلبات. "قدمت طلب الحصول على تأشيرة بلجيكا منذ أوائل يوليوز الماضي، وإلى حد الآن لم أتلقّ أي رد، وهناك صديقة لي قدمت طلبتها منذ أواخر شهر مايو المنصرم، وبعد طول انتظار توصلت بردّ سلبي على طلبها. هذا عار والله"، تقول أميمة (اسم مستعار)، في شكوى بثتها عبر مجموعة في "فيسبوك". الغضب نفسه الذي عبّرت عنه "أميمة" عبّرت عنه مجموعة أخرى من صديقاتها؛ منهن سعاد (اسم مستعار)، التي ذهبت إلى القول إن بلجيكا أصبحت رهانا خاسرا، معللة موقفها بما حدث لصديقة والدتها، التي ظلت تنتظر إجابة القنصلية البلجيكية لمدة دامت ثلاثة شهور، وحين أتى الردّ كان بالرفض، مُنهية بذلك حلم السيدة الراغبة في زيارة عاصمة الاتحاد الأوروبي.