دُون توقف، تمضي محطات الصراع الدبلوماسي الجزائري، داخل ردهات الاتحاد الإفريقي، نحو مزيد من حرب التموقعات، آخرها انتخابات الأمناء العامين للبرلمان الإفريقي، الذي انتهى أمس الاثنين بجوهانسبورغ، وأُقِرّ عبد الوحيد خوجة، الأمين العام لمجلس المستشارين، نائبا ثانيا للأمين العام للجمعية الوطنية لكوت ديفوار، بعد مناوشات عديدة مع الوفد الجزائري. وانتخب المرشح المغربي داخل اللجنة التنفيذية للجمعية التي تضم عشرة أعضاء فقط يمثلون الجهات الخمس للقارة الإفريقية، وتمت تزكيته مجددا في المرحلة الثانية، نائبا ثانيا لرئيسها الإيفواري روجي نكودو دانغ، فيما انتخبت الأمينة العامة للجمعية الوطنية الناميبية نائبة أولى للرئيس، حسب ما كشفته مصادر حضرت الانتخابات لجريدة هسبريس الإلكترونية. وتمتد ولاية مكتب جمعية الأمناء العامين للبرلمانات الإفريقية لمدة ثلاث سنوات، وتعد هذه الجمعية واحدة من المؤسسات الوظيفية التابعة لبرلمان عموم إفريقيا الذي يضم 54 برلمانا إفريقيا، وتتداول في العديد من القضايا المصيرية في علاقتها بالصدامات داخل القارة، وكذا بالتصديق على القرارات الصادرة عن عديد المؤسسات الموازية. وشهدت عملية الانتخاب مناوشات كبيرة وتوترا حادا من طرف أطراف مناوئة للمغرب، حاولت فرض عضوية مرشح جبهة البوليساريو بمكتب الجمعية؛ لكن الأغلبية الساحقة للجنة التنفيذية رفضت الأمر، وصوتت لصالح المغرب، متجاوزة ما طرحه خصوم المغرب خلال الانتخابات بخصوص قضية الصحراء. وفي السياق، قال الموساوي العجلاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن "الصدام داخل ردهات الاتحاد الإفريقي مسألة عادية، خصوصا أنه وظف على الدوام من أجل ضرب أطروحة المغرب"، مشددا على أن "العودة الجيدة للمغرب صوب الاتحاد تبقى من أجل تدارك هذا الأمر، والدفاع عن شرعية البلاد". وأضاف العجلاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب يربح أوراقا كثيرة، آخرها مجلس السلم والأمن، الذي تخلت بياناته عن حدة الهجوم على المغرب"، مسجلا أن "البرلمان الإفريقي واجهة ثانية تحاول البوليساريو التحرك من داخلها، لتفادي الموت داخل التنظيم القاري"، وزاد: "يستحيل أخلاقيا وسياسيا عودة البوليساريو". وأوضح الخبير في العلاقات الإفريقية أن "المناصب توزع باستحضار التجمعات الإقليمية؛ وهو ما يحتم على البوليساريو الغياب الدائم عن مؤسسات الاتحاد الإفريقي"، مؤكدا أنه "باستثناء ناميبيا وزيمبابوي وجنوب إفريقيا، كل الدول الأخرى موقفها من البوليساريو لا يتجه نحو دعم دائم"، مسجلا أن "التنظيم الانفصالي يشهد تراجعا كبيرا على المستوى الإفريقي".