مواجهة جديدة بين المغرب وجبهة البوليساريو شهدتها أروقة الاتحاد الافريقي أمس الثلاثاء خلال انتخاب الأمناء العامين للبرلمان الافريقي، حيث طفت إلى السطح من جديد الحرب الديبلوماسية بين المغرب والجزائر وجنوب إفريقيا، إذ حدثت بين وفود هذه الدول مناوشات وتراشق كلامي انتهى بتثبيت عبد الواحد درويش؛ الأمين العام لمجلس المستشارين، نائبا ثانيا لرئيس الجمعية التي تضم عشرة أعضاء يمثلون المناطق الخمس للقارة الافريقية، في حين تم تزكية مرشح المغرب مجددا في المرحلة الثانية، نائبا ثانيا لرئيسها الكاميروني روجي نكودو دانغ، بينما انتخبت الأمينة العامة للجمعية الوطنية الناميبية نائبة أولى للرئيس. في المقابل تمكنت جبهة البوليساريو بدعم من حلفائها داخل المنظمة القارية من الإبقاء على أمين عام برلمانها يوسف المامي التامك عضوا بالمكتب التنفيذي للجمعية، في حين ينتظر أن تشهد الدورة انتخاب الرئيس ونائبيه الأول والثاني. وتأتي هذه المعركة الديبلوماسية في سياق التهديدات العسكرية المستمرة لجبهة البوليساريو ضد المملكة وبعد استياء كبير وسط قادتها عقب دخول الملف مرحلة الجمود داخل أروقة مجلس الأمن. ويرى مراقبون أنه رغم تواصل الدعم الديبلوماسي الجزائري للجبهة فإن استمرار سقوط رموز نظام عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الجزائري السابق يمهد الطريق لحدوث تغير في موقفها من القضية ومراجعة طريقة تعاملها مع الملف، ولعل تجاوب جهات « سيادية » مع دعوة الملك محمد السادس خلال خطاب العرش الأخير عبر نهج سياسة اليد الممدودة أولى بشائر ذلك.