افتُتحت بمدينة بنجرير، اليوم الاثنين، الدورة الثانية من فعاليات World Merit Summit، التي تُعنى بدعم مشاريع تُحقق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بحضور مئات الشباب الرواد من مختلف دول العالم. وستحتضن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية فعاليات هذا المؤتمر الدولي إلى غاية التاسع من غشت الجاري، بحضور 450 من الشباب من 49 دولة لمنافسة أجندة الأممالمتحدة 2030. ويحتضن المغرب هذا المؤتمر الدولي للسنة الثانية على التوالي، بمبادرة من جمعية World Merit Morocco ، ودعم مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وهو بمثابة منصة للتبادل بين الشباب. ويراد من هذا المؤتمر، الذي يشارك فيه شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً، أن يكون منصة لتحسيس الرأي العام الدولي بتحديات استدامة الأنشطة البشرية، وهو هدف يتناسب مع أهداف المقاولة المستدامة التي تتبناها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. وقال محمد لحمامي، الرئيس المُؤسس لجمعية World Merit Morocco، الفرع المغربي لمنظمةWorld Merit ، شريكة الأممالمتحدة في مجال التنمية المستدامة، إن المؤتمر الدولي سيناقش طيلة أسبوع كامل الأهداف ال17 التي اتفق عليها المنتظم الدولي سنة 2015. وأشار لحمامي، في تصريح لهسبريس، إلى أن الدورة الثانية تختلف عن الدورة السابقة من خلال اعتماد رؤية تقوم على مشاركة كل شاب يحمل مشروعاً يمكن من خلاله التأثير في محيطه، فعوض أن يؤدي المشارك مبلغاً مالياً للمشاركة، يوجه ذلك للاستثمار لكي ينمي ذاته ويؤثر في مجتمعه المحلي. وأضاف لحمامي قائلاً: "هدفنا هو أن يقوم كل مشارك شهراً بعد المؤتمر بالعمل على المشروع الذي ناقشه وطوره مع المؤطرين، إضافة إلى العمل على أفكار تخص مشاريع أخرى خلال الأشهر الستة التي تلي المؤتمر، وسنوفر لهم المُكونين والمُوجهين، وهدفنا أن تتحقق الاستمرارية والعمل على أرض الواقع". من جهتها، قالت جهاد بنيموسى، مسؤولة بجمعية World Merit Morocco، إن المؤتمر يهدف إلى جمع نخبة من الشباب من مختلف دول العالم لإتاحة الفرص لهم لبناء مشاريع، بمساعدة خبراء ومتخصصين في مختلف المجالات التي تمس أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وسيخضع المشاركون، حسبما صرحت به بنيموسى لهسبريس، طيلة أربعة أيام كاملة لحصص تدريبية وورشات برحاب جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير. ويتوقع أن يقوم كل مشارك بتطبيق ما قام بتعلمه طيلة فعاليات المؤتمر مباشرة بعد عودته إلى بلده، تضيف بنيموسى. وفي تصريح للصحافة، أوضح مهدي السعدي، مسؤول برنامج الاستدامة بالمكتب الشريف للفوسفاط، أن المؤتمر هدفه إلهام الشباب وإطلاعهم على كيفية وضع المجمع الشريف للفوسفاط التنمية المستدامة في قلب تطوره، من خلال مخطط هيكلي حول التنمية المستدامة والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية. وأضاف السعدي أن المجمع أدمج الاقتصاد الدائري في عمله لهيكلة العمل البيئي، وهو ما جعله ينجح في تحقيق أهداف كبيرة فيما يخص الماء والطاقة وإعادة تأهيل المناجم وكل ما يرتبط بنشاط المجمع بصفة عامة، إضافة إلى تقاسم القيمة مع السكان المحليين وتحقيق آثار ملموسة على أرض الواقع. وانسجاماً مع التزامها بالتنمية البشرية، تُولي مجموعة OCP اهتماماً خاصاً لتعزيز دور الشباب وانصهاره في بيئته الاجتماعية، فضلًا عن تشجيع التنوع، سواء كان ذلك بين مستخدميها أو منظومتها والمجتمعات المستفيدة من برامجها المختلفة. وقد بلورت المجموعة، الرائدة عالمياً في مجال الفوسفاط، العديد من الاستراتيجيات، التي مكنتها من تعزيز مكانتها كواحدة من مُنتجي الأسمدة الأكثر استدامة في العالم. وتتعدد الأمثلة على هذا الالتزام، يتجلى أبرزها في أداتها للإنتاج التي تستهلك الآن حوالي 70 في المائة من الطاقة المنتجة من مواردها الخاصة. وتهدف مجموعة OCP إلى تحقيق التغطية الكاملة لاحتياجاتها من الكهرباء بفضل الطاقات الريحية والشمسية أو التوليد المشترك للطاقة في أفق 2028، وهي عملية تجعل من الممكن استعادة الطاقة الحرارية المنبعثة خلال الإنتاج لتحويلها إلى طاقة كهربائية. ويشمل اهتمام المجموعة أيضاً الحفاظ على الموارد فيما يخص تدبير المياه، وقد تجلى ذلك في تغطيتها أكثر من 30 في المائة من احتياجاتها من المياه دون اللجوء إلى المياه التقليدية خلال السنة الماضية. كما تهدف أيضاً إلى التمكن من استخدام المياه غير التقليدية بنسبة 100 في المائة قبل 2028.