تقع بلدية أولاد عبّو في الجهة الغربية لمدينة برشيد، يبلغ عدد سكانها 11299 نسمة، حسب إحصاء 2014، منهم 6 أجانب، يتوزّعون على 2277 أسرة، ويعيش غالبيتهم على الفلاحة، سواء البورية أو السقوية، فضلا عن التجارة وتربية الماشية. للوصول إلى منطقة أولاد عبّو بإقليمبرشيد انطلاقا من مدينة سطات، لا بدّ من سلك الطريق الجهوية رقم 316 في اتجاه أولاد سعيد، بعد قطع مسافة 20 كيلومترا، لا بدّ من الانعراج يمينا عبر الطريق الإقليمية 3601، وبعد 20 كيلومترا عبر طريق رديئة عرفت عمليات ترقيع أكثر من مرّة، تظهر بلدية أولاد عبّو في سهل منبسط. حقول النعناع منتشرة على جوانب الطريق، ورعاة يرعون أغنامهم في حقول لم تخضع تربتها الخصبة للتقليب بعد استعدادا لموسم فلاحي جديد. لدى وصولنا إلى مركز أولاد عبّو، استقبلتنا عربات مجرورة، وكلاب ضالة، ومحتلون للملك العمومي. كانت الصعوبة كبيرة في الوصول إلى مرافق البلدية، بسبب انعقاد السوق الأسبوعي وسط "الفيلاج" الذي يصادف يوم الجمعة. هسبريس قامت بجولة في معظم أرجاء "الفيلاج"، ووقفت على غياب للفضاءات الخضراء، وشحّ في ملاعب القرب، باستثناء ملعب وحيد تآكلت تجهيزاته، ولاحظت انتشارا للنفايات هنا وهناك، ووجود مركز صحي يقدّم خدماته بانتظام، وكانت تلك أول مرّة نسمع شهادات تثني على القطاع. بعد سلك متاهة وسط أعشاب يابسة، وصلنا بإرشاد من أحد الأعوان إلى المكاتب الإدارية في مقر لا يليق بالبلدية، في انتظار افتتاح المقرّ البديل قريبا. استقبلنا نائب الرئيس واعتذر عن التصريح محدّدا موعدا للاتصال بالرئيس الذي كان في مهمة خارج النفوذ الترابي. سكّان يتحسّرون على واقع منطقتهم رحال الحاج أحمد، من سكان منطقة أولاد عبّو إقليمبرشيد، قال في تصريح لهسبريس إن "المشاكل الأساسية التي يتضرر منها السكان تتمثل في الطرق الرابطة بين أولاد عبو وباقي المناطق والمدن المجاورة على مستوى جميع الاتجاهات". وشدّد المتحدث على تواجد مطرح للأزبال في مدخل أولاد عبّو بالقرب من القرية، موضّحا أن "خطورته تكمن في تواجده وسط غطاء غابوي يعتبر المتنفس الوحيد الذي يقصده المواطنون بغية النزهة والراحة، في غياب مساحات خضراء بديلة، حيث انتشار الروائح الكريهة التي تعيق التنفس وتؤثر سلبيا على صحّة عدد من المواطنين". وبخصوص مرافق الشباب، كملاعب القرب وغيرها، سجّل الحاج رحال غيابها، باستثناء دار الشباب التي تستغل موسميا من قبل بعض الجمعيات النشيطة في المجال الاجتماعي والثقافي والتربوي والرياضي. واعتبر المتحدّث أن السوق الأسبوعي مشكل كبير في أولاد عبّو، معلّلا ذلك بانعقاده وسط البلدية وتسببه في انتشار المخلفات والكلاب الضالة، وعرقلة حركة السير بسبب احتلال الملك العمومي إلى درجة قطع الطريق من وسط المدينة إلى مقر الدرك الملكي وبن معاشو، ليبقى المنفذان الوحيدان هما اتجاه كل من سطات والدار البيضاء. وأقرّ الحاج بحل مشكل الماء الصالح للشرب من قبل المجلس الترابي، معبّرا عن رضاه بخصوص الإنارة العمومية، وحسن الخدمات الصحية بالمنطقة بالمقارنة مع جماعات أخرى. وحول مطالب الساكنة، قال الحاج إن أي إنسان يسعى إلى الأحسن في المستقبل، مركّزا على قضايا الشباب المتمثلة في توفير المناطق الصناعية رغم صعوبة تحقيق هذا المطلب، مستدركا بالمطالبة بتنمية القطاع الفلاحي بالنظر إلى طبيعة المنطقة لتفادي مشكلة تسويق الإنتاج وانتشال الشباب من الظواهر السلبية، مع الرفع من خدمات الإدارات العمومية. للمجلس الجماعي رأي العرابي الدحيني، رئيس المجلس الجماعي لأولاد عبّو، أوضح، في تصريح هاتفي لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هناك برنامج عمل يتضمّن مجموعة من المشاريع التي سيتمّ تنفيذها مستقبلا على مراحل، ويتعلّق الأمر بتحويل السوق الأسبوعي والمجزرة البلدية، فضلا عن تأهيل المدينة ككل بمبلغ مالي قدره 27 مليارا. وبخصوص المرافق الرياضية ووضعية الملعب البلدي، قال الدحيني: "سيتم إنجاز ملعب للقرب في إطار شراكة بين المجلس الترابي ووزارة الشباب والرياضة، إضافة إلى فضاءات خضراء ومنتجع سياحي يتوفّر على مسبح بلدي". وحول البنية التحتية ووضعية الطرق والمسالك، قال الرئيس: "في المدة الانتدابية التي أشرفت فيها على تسيير الشأن المحلي منذ 2003، وجدت أن الجماعة لا تتوفّر على طرق ولا هم يحزنون"، وأعلن تحديه للمنتقدين لواقع التنمية بقوله: "واخّا نديرو الطرق بالزرابي ما غادينش يسكتو وغادين يهضرو". وحول تدبير النفايات، أشار العرابي إلى أن "المشكل مطروح إقليميا على مستوى النفوذ الترابي لبرشيد"، موضّحا أن "الدراسة أجريت قصد إحداث مطرح تستفيد منه جميع الجماعات الترابية المعنية بمشكل تدبير النفايات، تبلغ مساحته حوالي 250 هكتارا، بمساهمة كل من الوزارة الوصية على البيئة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في انتظار الاتفاق مع الجماعة الترابية التي ستحتضنه". وأقرّ الرئيس بوجود ظاهرة احتلال الملك العمومي على مستوى أولاد عبّو، مشيرا إلى المجهودات التي تبذلها السلطة المحلية، بتنسيق مع المجلس الجماعي، لمواجهة هذه الظاهرة في إطار القوانين الجاري بها العمل في هذا المجال، نافيا تهديد فيضانات الوديان للمنطقة منذ أن جرى توسيع الوادي منذ سنة 2003. وطمأن الرئيس السكان بافتتاح مقر الجماعة الجديد قريبا بعد الانتهاء من بعض الأشغال البسيطة، في حدود ثلاثة أشهر على أبعد تقدير، منوّها بدور الجماعة في توفير النقل المدرسي، بما فيه الجامعي، تجاه مدينة سطات، وتدعيم دار الطالب والطالبة، مستدلا بأهمية النتائج التي حققها الطلبة والتلاميذ بالمنطقة، مع تقديم السند للقطاع الصحي باللوجستيك والحملات الطبية والموارد البشرية للنظافة، وغيرها.