فنان شاب بدأ بنحت حروف النجاح على صخرة الفن منذ نعومة أظافره، كانت انطلاقته الأولى مع فرقة 'الشهاب' المسرحية و بالضبط بمسرحية 'العربة' لمحمد الدسولي، لينطلق بعد ذلك في عالم التلفزيون فلعب دور البطولة ب'حب المزاح' لشكيب بن عمر، و تتالت بعد ذلك أعماله الناجحة و من أشهرها 'البرتقالة المرة' تلك القصة الرومانسية الأولى من نوعها التي عرضت على الشاشة المغربية فاستحق البطولة بجدارة ونال حب الصغير قبل الكبير، و ها هو الآن يخوض تجربة عمل تلفزيوني بوليسي بلجيكي يعرض على القنوات الأجنبية، التقينا بيوسف الجندي الذي جند نفسه لخدمة الفن و تلبية رغبة المشاهد المغربي، التقيناه و الابتسامة لا تفارق محياه البشوش تلك الابتسامة الخجولة الدالة على روحه الدافئة و الشفافة، ففتح لنا قلبه لدرجة كدنا نحس بأننا نعرفه منذ زمن بعيد، لن أطيل عليكم أكثر و سأترككم لقراءة هذا الحوار الممتع... كيف جاءتك الفكرة لولوج عالم التمثيل و الفن؟ في صغري وبالضبط و انأ ابلغ 7 سنوات كنت أحب لعب الكرة لكني كنت خجولا للغاية، و هذا ما دفع بأسرتي لتسجيلي بالمسرح ، كنت دائما أحضر تداريب ممثلين مرموقين في الميدان، و خلال احد التدريبات التي تقوم بها فرقة الشهاب على يد الأستاذ محمد الدسولي فوجئ هذا الأخير بغياب احد ممثلي الفرقة فطلب مني أن أقف مكانه لأسهل على الآخرن القيام بأدوارهم، و عندها دهش الجميع بكوني أحفظ السيناريو و بإتقاني للدور، فطلب مني ان أقوم أنا بأدائه على الخشبة بدلا منه و هكذا كانت البداية مع هذه المسرحية التي كانت بعنوان العربة ، و بعدها انضممت لفرقة الشهاب للهواة و أصبحت عضوا فيها. عند حصولي على شهادة الباكالوريا انقطعت عن المسرح، كان علي أن اختار إحدى المدارس العليا لأتم دراستي و للأسف لم أكن اعلم بالمعهد العالي للفنون المسرحية ، فقمت بدراسة أخرى، و عندما نلت شهادتي بامتياز و اشتغلت في هذا الميدان، بعها قررت الرجوع مجددا للمسرح و عملت به إلى أن حصلت على أول دور تلفزيوني صغير في مسلسل للأستاذ محمد الدسولي من إخراج شكيب بنعمر، وبعد هذا العمل قمت ببطولة مسلسل 'حب المزاح ' لشكيب بنعمر فكانت هذه انطلاقتي في المجال الفني. ما هي مشاريع يوسف الجندي المستقبلية؟ هنا بالمغرب لا توجد سوى مجموعة من الأفكار التي عرضت علي، و قمت بتصوير3 حلقات من سلسلة أجنبية بوليسية تحت عنوان ‘la brigade de la nuit' تعرض بالقنوات البلجيكية، ذهبت إلى بلجيكا على أساس أني سألعب حلقة واحدة، فإذا بهم يكتبون لي حلقتان إضافيتان و بالفعل قمت بتمثيلهما، بالنسبة للمشاريع المغربية التي فلن أقول بأني رفضتها لكي لا ينزعج مخرجوها و إنما سأقول باني لم أقبلها لأنها لا تتماشى مع مبادئي و قناعاتي، فأنا لست من طينة الممثلين الذين يبحثون عن ادوار تلفزيونية فقط بهدف الظهور على الشاشة و إنما أبحث عن أعمال تليق بالمشاهد المغربي و ما يطمح إليه. حدثنا عن اول تجربة فنية لك، كيف كان شعورك و أنت تقف أمام الكاميرا لأول مرة؟ بحكم تمرسي للمسرح لمدة طويلة لماجد الوقوف أمام الكاميرا أمرا صعبا لان الوقوف على الخشبة أمام الجمهور أصعب بكثير، بالنسبة لي أظن بأن الوقوف إلى جانب ممثلين كبار و مرموقين و التمثيل إلى جانبهم أصعب بكثير من الوقوف أمام الكاميرا، لكن مع تتالي التجارب الأكيد ان هذه الرهبة قد اختفت مع اكتساب المهارة. ألا تظن بأنك قد أطلت في الغياب على جمهورك الذي يحبك و ينتظر دائما جديدك بشغف؟ ان فيلم 'حمرا وخضرا' الكوميدي هو آخر الأعمال التلفزية التي قدمتها، أما آخر أعمالي السينمائية فقد كان هو 'المنسيون' لحسن بنجلون، كما سبق و ذكرت فهناك مجموعة من العروض التي قدمت لي، لكني لم اقبلها لأنها لا تسمو لإرضاء رغبات الجمهور الذي يتوق لمشاهدة أعمال جيدة و في المستوى. و أنا الآن في انتظار الحصول على دور يليق بالمشاهد المغربي لأني أرغب بان أبقى دائما عند حسن ظنه و ألا أشوه ذلك الانطباع الجميل التي رسمته لي أدواري في ذهنه. كما هو الشأن بالنسبة للبرتقالة المرة، ذلك العمل الذي حقق لك شعبية كبيرة ، فهل يمكنك اعتباره نقطة تحول في حياتك؟ بالفعل فالبرتقالة المرة اعتبرها تجربة ناجحة بكل المقاييس، اشتغل في هذا العمل كوكبة من الشباب النشيطين و البارعين، كما أن البرتقالة المرة تعتبر التجربة الأولى من نوعها التي تطرقت لقصة حب بهذا الشكل الجميل بالرغم من كون النهاية لم تكن سعيدة للأسف. كثيرا ما أتساءل عن سبب عدم تطرق كتاب السيناريو لقصص الحب الجميلة، و هذا ما دفعني بعد تفكير طويل ان أتخذ قرار كتابة قصة من هذا النوع و بالفعل بدأت بكتابتها، و ستكون البرتقالة الثانية بإذن الله. أدوارك التلفزيونية تضاعف بكثير أدوارك السينمائية بماذا يمكنك تفسير ذلك؟ بالفعل أدواري السينمائية قليلة، في الحقيقة لا يوجد لدي تفسير لهذا الموضوع، أظن بأنه يمكن إيجاد جواب لهذا السؤال لدى المخرجين. ما هو الدور الذي تحلم بتجسيده و لم يعرض عليك لحد الساعة؟ يضحك يوسف قائلا:إنه دور بعيد و صعب، إنه تجسيد شخصية المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، فالكل يعرفه بشخصيته الصلبة و القوية، فإن قام أحد كتاب السيناريو بكتابة عمل عنه أتمنى أن أكون أنا البطل. ما هي الهوامش أو الخطوط الحمراء التي لا يمكنك تجاوزها عند انتقائك للأعمال الفنية التي ستؤديها؟ أصبحنا نلاحظ مؤخرا بأن معظم الأعمال الفنية مؤخرا أصبحت لا تخلو من المشاهد الإباحية التي لا تغني و لا تسمن العمل من أي ناحية، و أنا ضد المشاهد التي هي من هذا النوع خاصة إن كانت زائدة، يمكن أن ينعتني البعض ب'المعقد' و لكن هذا لا يهمني هل سبق و عرضت عليك مثل هذه الأعمال؟ خلال السنة الفارطة 2010، عرضت علي 4 أدوار بطولة، لكن للأسف كانت الأعمال من النوع السالف الذكر ، لن أذكر أسماء المخرجين أو الأعمال فالأكيد أنهم يعرفون أنفسهم. الأكيد أن كل عمل قمت به سي يوسف الجندي: أحلم بتجسيد شخصية المغفور له الحسن الثاني و أتمنى التوفيق لعبد الله بنكيران نظم إلى أرشيفي، هذا الأرشيف الذي سيتوارثه أبنائي وبعدهم أحفادي لهذا أود أن يكون هذا الأرشيف شرفا لهم يعتزون به و ليس العكس ما هو تقييمك لواقع السينما المغربية؟ هناك تطور ملحوظ في السينما المغربية . فالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة هذه السنة سيعرف حوالي 23 فيلم هذا بالنسبة للكم، أما فيمل يتعلق بالكيف فالمغرب و لله الحمد يزخر بممثلين ذوي مستوى عالي، هناك كذلك تطور على المستوى التقني و تطور على مستوى الإخراج، كما سبق و ذكرت فالسينما المغربية تتطور بوثيرة سريعة هذا ليس فقط بشهادتي و إنما بشهادة مجموعة من النقاد سواء منهم العرب أو الأجانب. بماذا تتنبأ للحكومة الجديدة؟ إنها حكومة قوية، الحكومة التي اختارها الشعب و التي زكيت من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس بدستور جديد و صلاحيات متميزة، أتمنى أن يتمكن السيد عبد الله بنكيران و عناصر العدالة والتنمية الذين يقفون إلى جانبه أن يتمكنوا من التغلب على العقبات التي ستواجههم ، أتنبأ بمستقبل زاهر للمغرب على يد العالة و التنمية. أي مجال تفضل، عملك الشخصي أم عملك في الميدان الفني؟ أحلم بتجسيد شخصية المغفور له الحسن الثاني و أتمنى التوفيق لعبد الله بنكيران في الحقيقة أنا أفضل الميدان الفني، فلو كان بإمكان هذا الأخير أن يوفر لي العيش الهنيء لاخترته دون أي تردد، أتمنى أن يسير هذا المجال في الطريق الجيد، ففي السنوات الأخيرة لاحظنا الكثير من المشاكل والعقبات التي أصبحت تملأه كما أن هناك العديد من الوجوه الفنية القديرة التي افتقدناها على الشاشة و هناك وجوه أخرى لم تأتها الفرصة للظهور بعد، بسبب اختبارات التمثيل التي تجرى في ظروف غامضة و غيرها من الأسباب الأخرى ، لكن عندما سيصبح المجال الفني واضحا صافيا الأكيد أني سأختاره و سأعمل به دائما بعيدا عن العمل كيف تمضي أوقات فراغك؟ أقضيها كأي شخص عادي ، بممارسة الرياضة و لقاء الأصدقاء و الذهاب إلى السينما حيث أني أذهب إليها مرة أسبوعيا على الأقل، أما بالنسبة للإجازات فأقصد خلالها المدن الصغيرة ذات الطبيعة الجميلة بغية الراحة والاستجمام. ماذا تمثل المرأة بالنسبة ليوسف الجندي؟ المرأة كائن لا يمكن للرجل الاستغناء عنه، المرأة ليست نصف المجتمع و إنما هي من تمثل المجتمع رفقة الرجل و أكبر دليل على هذا أنها أصبحت تشاركه في شتى الميادين و المجالات و تمكنت من نيل مراكز الصدارة إلى جانبه كلمة أخيرة لمجلة المرأة العربية أشكر مجلة “هي” كثيرا على هذا الحوار الشيق، وأتمنى أن أكون خفيف الظل عليكم وعلى جميع القراء الذين أرجو من الله أن أكون دوما عند حسن ظنهم، كما أتمنى للمجلة النجاح ومسيرة موفقة. ينشر بالاتفاق مع هي عربية