تحولت العديد من المحلات في شوارع وأحياء العاصمة الاقتصادية، خلال هذه الأيام التي تتزامن والاستعداد لعيد الأضحى، إلى أماكن لبيع الأضاحي، رغم وجود قرار لوزارة الداخلية صدر السنة الماضية يقضي بمنع ذلك. وتشهد مختلف المقاطعات بالدار البيضاء، والمدن المجاورة لها، استغلال مربي الماشية "الكاراجات" لعرض "بضاعتهم"، بدل ترك المواطنين يتنقلون إلى الأسواق لاقتناء أضحية العيد. وبالرغم من كون البعض من الساكنة البيضاوية رحب بالسماح لهؤلاء الباعة بعرض الأضاحي في المحلات التجارية وسط الأحياء، الأمر الذي يذكر بأجواء العيد، إلا أن البعض الآخر عبر عن تذمره من ذلك، بالنظر إلى ما ينتج عنه من روائح كريهة طوال هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى. وعبر العديد من المواطنين في حي الألفة بالدار البيضاء، وغيره من الأحياء الأخرى، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن عدم رضاهم من تحول العديد من المحلات في الأزقة إلى أماكن لبيع "خروف العيد"، مؤكدين أن ذلك يتسبب في روائح كريهة وانتشار الأزبال. وطالب هؤلاء السلطات المحلية بضرورة إصدار تعليمات صارمة إلى أصحاب المحلات بتنظيف "الكاراجات" حتى لا تؤثر الروائح وفضلات "الحولي" على الساكنة، خصوصا الأطفال الذين قد يصابون بالربو جراء ذلك. وسمحت وزارة الداخلية هذه السنة لأصحاب المحلات بكرائها لفائدة "الكسابة" قصد عرض الأضاحي، بعدما كانت قد تدخلت السنة المنصرمة لمنعهم من ذلك، الشيء الذي تضرر منه بعض السكان الذين اعتبروا ذلك تضييقا عليهم، وتكريسا للمعاناة. ويرى مؤيدو فتح المحلات في الأحياء أن هذه الأخيرة توفر عليهم عناء التنقل صوب الأسواق التجارية الكبرى لاقتناء أضحية العيد، ناهيك عن المعاناة والمصاريف التي تنضاف لذلك المتمثّلة في نقل الخروف والبحث عن مكان لإيوائه إلى صبيحة يوم العيد. واشترطت وزارة الداخلية على "الكسابة" الذين يرغبون في كراء "الكراجات" ضرورة أن تكون الأضاحي مرقمة من طرف وزارة الفلاحة، وذلك لتفادي عرض رؤوس غير مراقبة أو مريضة قد تتسبب في أضرار للمستهلك.