الرضى باد على محياه وهو يسلم زبونه كيس «الجلبانة» بعدما نقده 30 درهما، فعزيز الآن أصبح منتجا و طلق البطالة ولو إلى حين.» واش ديما نتوما هنا؟» يسأل الزبون عزيز، ضاربا له موعدا جديدا بعد يومين على الأقل، في خيمته البلاستيكية، لابتياع حاجيات خرفانه، التي ظفر بها في الأيام الأولى من « الرحبة». مع عيد الأضحى يتفاجأ سكان الأحياء الشعبية بالبيضاء والمارة على السواء بخيام بلاستيكية لبيع أعلاف الخرفان من: تبن، وشعير» وجلبانة» نصبت في أركان الأزقة، وضعت فيها لافتات كتبت عليها إعلانات من قبيل «بوكاديوس الخروف»، «ماكدونالد الخروف»، عبارات تثير الضحك وتعتبر إيذانا بحلول «العيدالكبير». عزير شأنه شأن كثير من الشبان الذين يعولون على الأنشطة الموسمية لتكسير العطالة، وخلق جو من الألفة بينه وبين شركائه: «صحيح أن الخيمات البلاستكية تعتبر محل العمل ومكان للبيع والشراء أيام عيد الأضحى، إلى أنها تعمل على لم الأصدقاء، والاستمتاع بأجمل اللحظات، فقد نعمل على تهيئ وجبات العشاء وتحضير مجموعة من الأطعمة ونحن مجتمعين بداخل الخيمة». من جانبها قالت السعدية قاطنة بإحدى الأحياء الشعبية بالدار البيضاء، أنه على الرغم من أن بيع العلف يظهر أنه لا يدر الربح الكثير، إلا أن هذه المهنة المؤقتة، التي تعتبر المهمة والأكثر إقبالا وجاذبية للعاطلين خلال أيام عيد الأضحى، توفر هامشا مهما من الربح ينقذ بعض العاطلين مرارة دوامة البطالة، حتى لو كان ذلك لفترة مؤقتة. وإلى جانب عملية بيع العلف في الأحياء، يزاول بعض الشباب عملية مهنة بيع لوازم العيد التقليدية ك «الشْوَايَة»، و»القطبان» والسكاكين بكل الأحجام، وفتائل تساعد على إشعال الفحم الذي تنشط حركة بيعه في مناسبة العيد لشي لحم الخروف، بينما تجند آخرون يقومون بشحذ السكاكين القديمة حتى تصبح حادة، فخالد سنة 23، طالب جامعي يملك آلة لسن السكاكين، فعند حلول اليوم الأول من ذي الحجة يقوم بتفقد آلته وإجراء بعض التحسينات عليها، كي لا تخذله وتسبب له إحراجا أمام زبنائه المنحدرين في الغالب من أهل حيه، فكل الزبناء يحرصون على أن تكون أدوات مشحوذة بدرجة عالية من الجودة. خالد لا يشترط سعرا معينا لقاء خدماته ، وإنما يقذف بالكرة في ملعب الزبون الذي قد يدفع بسخاء. إذا كانت الأجواء قد تغيرت مع اقتراب حلول عيد الأضحى، وظهرت بذلك مهن كثيرة مرتبطة به، إلا أن الأمر وكما يقول خالد يتوقف على مؤهلاته المالية والجسمانية لكل شخص، فلا يجرؤ أي شاب على امتهان حرفة شحذ السكاكين أو حمل المواشي، أو على بيع العلف والفحم داخل خيمات بلاستيكية. مع دنو عيد الأضحى، يتهافت أشخاص على كراء محلات أسفل المساكن، عبارة عن «كراجات» أو مخازن، أو كراء بعض المساحات الفارغة التي تتحول إلى فضاأت مجهزة أو اصطبلات متنقلة. وهؤلاء الأشخاص ليسوا سوى الكسابة أو الشناقة ممن يسعون إلى تقريب عرض أكباشهم من الأسر. الشناقة يجلبون الأكباش عادة من الأسواق، حيث يشترونها بالجملة وبأثمنة متدنية، ثم يعيدوا بيعها بالتقسيط ب«ثمن السوق»، ولا يترددون في التعبير عن تضحياتهم وما يصرفونه. أما الكسابة، وهم قلة، يعرضون ماشيتهم باعتزاز وتراهم يحدثون المشتري عن أطوار كسبها ونوعية علفها وتكلفة كل كبش، إلى غير ذلك من الهموم التي يبغي من ورائها الكساب أو متعاونه، إقناع المشتري أو المشترية على اقتناء عرضه والدعاية له…
الكثير من الكسابة والشناقة لا يقولون الحقيقة، يقول» با التباري»، ردا على تساؤل يتعلق بالربح وبثمن كراء تلك المحلات. إنهم يريدون أن يحققوا ربحا مهما: «هادي فرصتهم تيديرو ليبغاو..واش كاين لي تيراقب الثمن…والو..هادشي راه جاري به العمل».. أحد العارفين بالموضوع، والمتتبع لشأن « الحولي»، يقول إن مبلغ كراء محلات العرض تتراوح بين 150 و 300 درهم في اليوم، وهناك من يكتري بأكثر من هذا المبلغ، حسب المنطقة والمساحة… بالقرب من محلات البيع يرابط شباب وكهول، يمتهنون مهن الشحن والنقل، يتحلقون حول الزبون و«الكساب» بل تبلغ الجرة بهم إلى التدخل في مفاوضات الصفقة عبر عبارات مثل «دير الملحة فالطعام ويسر مع السيد!»، « نقص على الرجل وخليه يدي الحولي!»، قبل أن ينهره أحدهم، سيما إذا تمادى في الفضول، وُشك في أمره، فحكايات عديدة تتداول عن عصابات تخصصت في النصب عبر سرقة الأضاحي، بدعوى نقلها، وللإشارة، فإن أغلب من اقتنوا كبش العيد يتركونه لدى البائع ولا يجلبونه إلى منازلهم إلا قبل يوم أو يومين من يوم العيد، لضيق المساحة، وما يخلفه وجود كبش من روائح و إزعاج لربات البيوت. عشرون درهما لليلة الواحدة، المواصفات :الأكل الشرب، و صحبة الأصدقاء!» إعلانات طريفة عديدة و بصيغ مختلفة، علقت بخيام و ومحلات تجارية، تحولت إلى فنادق للخرفان، استعان بها بعض السكان ممن يملكون شققا صغيرة المساحة. عمر 27 سنة، عاطل استطاع رفقة ثلاثة من أصدقائه استغلال «كراج» الأسرة وتحويله إلى «فندق» يأوي الخرفان إلى غاية يوم العيد، فالعديد من الأسر بدأت تلجأ إلى خدمات هذه «الفنادق» حتى يكون كبش العيد بمأمن من كل مكروه، سيما أن «الحولي» تلزمه رعاية خاصة من تأمين للعلف والماء، حتى تمر عملية الذبح في أحسن الظروف.، مهن أخرى مؤقتة تظهر يوم النحر،، شباب ورجال يتحولون إلى جزارين صباح كل يوم عيد أضحى ، يطوفون الأزقة مدججين بسكاكين مسنونة وبذل بيضاء، ،سراويل من «الجينز» غايتهم تقديم المساعدة لبعض الأسر المغربية، ومساندتها في ذبح الأضحية، مقابل عشرات الدراهم. لا تهتم هذه الفئة إن كانت تمارس مهنة جزارة على طول السنة، بقدر ما يهمها تقمص الدور في صباح كل عيد الأضحى، وإقناع الزبون بمهارته فى الجزارة. أنس بن الضيف الكثير من الكسابة والشناقة لا يقولون الحقيقة، يقول» با التباري»، ردا على تساؤل يتعلق بالربح وبثمن كراء تلك المحلات. إنهم يريدون أن يحققوا ربحا مهما: «هادي فرصتهم تيديرو ليبغاو..واش كاين لي تيراقب الثمن…والو..هادشي راه جاري به العمل».. أحد العارفين بالموضوع، والمتتبع لشأن « الحولي»، يقول إن مبلغ كراء محلات العرض تتراوح بين 150 و 300 درهم في اليوم، وهناك من يكتري بأكثر من هذا المبلغ، حسب المنطقة والمساحة… بالقرب من محلات البيع يرابط شباب وكهول، يمتهنون مهن الشحن والنقل، يتحلقون حول الزبون و«الكساب» بل تبلغ الجرة بهم إلى التدخل في مفاوضات الصفقة عبر عبارات مثل «دير الملحة فالطعام ويسر مع السيد!»، « نقص على الرجل وخليه يدي الحولي!»، قبل أن ينهره أحدهم، سيما إذا تمادى في الفضول، وُشك في أمره، فحكايات عديدة تتداول عن عصابات تخصصت في النصب عبر سرقة الأضاحي، بدعوى نقلها، وللإشارة، فإن أغلب من اقتنوا كبش العيد يتركونه لدى البائع ولا يجلبونه إلى منازلهم إلا قبل يوم أو يومين من يوم العيد، لضيق المساحة، وما يخلفه وجود كبش من روائح و إزعاج لربات البيوت. عشرون درهما لليلة الواحدة، المواصفات :الأكل الشرب، و صحبة الأصدقاء!» إعلانات طريفة عديدة و بصيغ مختلفة، علقت بخيام و ومحلات تجارية، تحولت إلى فنادق للخرفان، استعان بها بعض السكان ممن يملكون شققا صغيرة المساحة. عمر 27 سنة، عاطل استطاع رفقة ثلاثة من أصدقائه استغلال «كراج» الأسرة وتحويله إلى «فندق» يأوي الخرفان إلى غاية يوم العيد، فالعديد من الأسر بدأت تلجأ إلى خدمات هذه «الفنادق» حتى يكون كبش العيد بمأمن من كل مكروه، سيما أن «الحولي» تلزمه رعاية خاصة من تأمين للعلف والماء، حتى تمر عملية الذبح في أحسن الظروف.، مهن أخرى مؤقتة تظهر يوم النحر،، شباب ورجال يتحولون إلى جزارين صباح كل يوم عيد أضحى ، يطوفون الأزقة مدججين بسكاكين مسنونة وبذل بيضاء، ،سراويل من «الجينز» غايتهم تقديم المساعدة لبعض الأسر المغربية، ومساندتها في ذبح الأضحية، مقابل عشرات الدراهم. لا تهتم هذه الفئة إن كانت تمارس مهنة جزارة على طول السنة، بقدر ما يهمها تقمص الدور في صباح كل عيد الأضحى، وإقناع الزبون بمهارته فى الجزارة.