في رد غير مباشر على الهجوم الذي شنه عليه عبد الإله بنكيران بسبب التصويت على مشروع القانون الإطار للتعليم، قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، إن "البيجيدي" هو حزب مؤسسات وليس حزب أفراد، وحذّر من خطورة عدم احترام القرارات التي تتخذها الأمانة العامة للحزب أو التمرد عليها. وكان بنكيران قد قال إن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية "ليس لديها الحق في اتخاذ موقف التصويت على القانون الإطار للتعليم، بل يتطلب الأمر المناقشة في المؤتمر لأنه هو الذي وضع مبادئ الحزب". ولم يُفوت العثماني، في ندوة "رؤساء الفرق بالمعارضة على مستوى مجالس الجهات ومجالس العمالات والأقاليم والجماعات والغرق المهنية"، اليوم الأحد، الفرصة دون الرد على الأمين العام السابق للحزب، قائلاً إن "العدالة والتنمية حزب مؤسسات وليس حزب أفراد". وشدد العثماني على ضرورة احترام القرارات التي تتخذها أجهزة الحزب، مشيرا إلى أن بعض هذه القرارات قد تكون مغلوطة "لكن يجب احترامها والالتزام بها لأن قواعد الديمقراطية هي هاذي". العثماني، وهو يُشير بشكل ضمني إلى أن بنكيران لا صلاحيات له للطعن في قرارات قيادة "البيجيدي"، أكد أن "الآراء تبقى حرة، لكن القرار في النهاية يعود إلى الجهات التي تنص عليها قوانين الحزب ونظامه الأساسي"، قبل أن يُضيف: "هذه هي قواعد الديمقراطية، وبدون احترام المؤسسات كُلشي غادي يتفركت"، رافضا ما اعتبره "تراقص الأهواء والآراء بدون مؤسسات الحزب". "حزبنا مبني على مبادئ ومرجعية واضحة، وكان وما يزال وسيبقى دائما وفيا لمبادئه وتوجهاته المسطرة في القوانين الداخلية"، يورد العثماني الذي أوضح أن "أولى هذه المبادئ هي الوطنية بمفهومها الشامل التي تجمع بين المرجعية الإسلامية والملكية الدستورية وعلى رأسها أمير المؤمنين"، مضيفا: "ولله الحمد، أعضاء الحزب متشبثون بهذه المبادئ". وقال الأمين العام ل"حزب المصباح" إن "الذين يهاجمون الحزب لا يستطيعون أن يهاجموه في عمق مبادئه، وعندما تتعرض لهذا النوع من الحملات فهذا دليل على أنك تحمل مصالح مشروعة". ويأتي هذا التدافع السياسي داخل الحزب الإسلامي بعد الاتهامات الشديدة التي وجهها بنكيران إلى "أخيه" في الحزب، حيث قال له إن "التحالف الحقيقي أَسّي العثماني ليس هو الذي لديك مع أخنوش ولشكر، بل التحالف الحقيقي هو بين أخنوش ولشكر والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية مع البام، وهذو هوما اللي صوتوا على رئيس برلمان من فريق عندو عشرين مقعدا ولسنا نحن". كلمة بنكيران التي جاءت أياماً قليلة قبل المصادقة على القانون الإطار في الجلسة العامة في مجلس النواب، أشار فيها إلى أن "اللغة العربية مبدأ في وثائق الحزب"، وأضاف أن "أضحوكة الزمان (هي) أن حزباً بمرجعية إسلامية يتنازل عن اللغة العربية في التعليم ويحل محلها لغة الاستعمار، هذه مصيبة فضيحة خايبة حتى للتعاويد".