هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية” الأمانة العامة )قيادة( لحزبه على إثر تصويتهم على “القانون الإطار” المتعلق بمنظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي. ووجه بنكيران سهام نقده اللاذع إلى قيادة حزبه، وذكر بالاسم الأمين العام الحالي للحزب، سعد الدين العثماني، الذي يرأس الحكومة. ووجه بنكيران، في بث مباشر على صفحته على فيسبوك مساء السبت، الكلام إلى العثماني، قائلا له إن ما حدث، في إشارة إلى التصويت على “القانون الإطار” جعل الحزب “أضحوكة الزمان”. وآخذ بنكيران على أعضاء حزبه في البرلمان، امتناعهم عن التصويت على مادتين داخل نفس القانون، وفي نفس الوقت التصويت بالموافقة على القانون ككل. وينص القانون الذي تم تمريره في البرلمان، على تدريس بعض المواد العلمية بلغة أجنبية، وخاصة الفرنسية، وهو ما رأى فيه بنكيران مسا بهوية الشعب المغربي. وقال إن هذا القرار سيكون كارثة على التعليم العمومي في المغرب، لأن جزء كبير من الشعب المغربي لا يعرف الفرنسية، وليست له امكانات لأداء دروس إضافية لتقوية أبنائهم في اللغة الفرنسية. كلمة حول تطورات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي Publiée par عبد الإله ابن كيران – Abdelilah Benkiran sur Samedi 20 juillet 2019 وانتقد بنكيران الأغلبية الحكومية التي يقودها حزبه، وقال مخاطبا العثماني الذي يقود الحكومة، إن التحالف الحقيقي هو القائم بين أحزاب “الأحرار” و”الدستوري” و”الاتحاد الاشتراكي” و”الحركة”، كأحزاب مشاركة في الحكومة وبين حزب “الأصالة والمعاصرة” الذي يعارض نفس الحكومة. وقال بنكيران إنه عاش ليلة من أسوأ الليالي في حياته عند تصويت حزبه على هذا القانون، وبأنه منذ أن بلغه الخبر وهو مضطرب لا يعرف ما يقول. وقال متنهدا: “ما وقع كبير بزاف”، قبل أن يحمل المسؤولية لقيادة حزبه ولأعضائه داخل الحكومة قائلا: “هذا هو ما يمكن أن نسميه خطأ جسيم”. وذكر بنكيران بأن الملك الراحل، الحسن الثاني، كان ضد تدريس المواد العلمية باللغة العربية، وطبق فعلا تعليمها باللغة الفرنسي، لكن بعد أحداث 1965 وما تبعها من أحداث خطيرة غير موقفه، وسمح بتدريس المواد العلمية باللغة العربية نهاية سبعينات القرن الماضي. واعتبر بنكيران المصادقة على هذا القانون بأنه ضد مصلحة الشعب المغربي، وقال: “هذا إتباع للنفوذ الاستعماري في المغرب”. وكشف بنكيران، بأنه كان مستعدا للتقديم هذا القانون في صيغته الأولى إلى البرلمان والمصادقة عليه عندما كان رئيسا للحكومة، لكنه قال إن القانون الحالي تم تغييره، ووصف تمريره في البرلمان بصيغته الحالية بأنها “سخرية من حزبه” الذي تحول إلى “أضحوكة” على حد تعبيره. وانتقد بنكيران أعضاء حزبه الذين برروا التصويت على القانون الحالي بأنهم خضعوا لضغوطات، دون أن يذكر الجهة التي مارستها، لكنه قال إن السياسية تخضع دائما للضغوطات وهذا أمر مفهوم، لكن لا يجب دائما الاستسلام لها، لأن هناك حدود، حسب تعبيره. وذكر بنكيران بأن حزبه قدم عدة تنازلات، وصفها بالتنازلات السياسية، لكنه قال إن التنازل لا يجب أن يكون في المبادئ، قبل أن يقول مستنكرا، إن تنازل حزب إسلامي عن اللغة العربية، وتعويضها بالفرنسية، يعتبرا “أضحوكة الزمان”، و”فضيحة خايبة حتى للتعاويد”. وأكد بنكيران بأن هذا القانون ليس قرءانا منزلا فقط لأنه تمت المصادقة عليه داخل المجلس الوزاري )يرأسه الملك( ، مضيفا بأن هذا ليس هو أول قانون يقدم فيه الحزب تنازلات، مشيرا على الخصوص إلى قانون مجانية التعليم، وقانون التعاقد، وقال إن حزبه تراجع عن الموافقة على هاذين القانونين، متسائلا: لماذا لا يتم أيضا التراجع عن التصويت على هذا القانون )القانون الإطار(؟ وختم بنكيران تعليقه بالقول بأن الهدف من هذا القانون هو فرنسة التعليم، مضيفا بأن “هذا هو الهدف من الاستعمار وحتى الآن”، ومعتبرا بأن “هذه قضية بيننا وبين اللوبي الاستعماري في المغرب”. وبالرغم من أن بنكيران قال “لن ندخل الملك في هذه القضية”، إلا أنه عاد إلى لغة اللمز قائلا “إن أساس التعامل مع الملوك هو السمع والطاعة، لكن في بعض الأحيان يجب أن نقول لهم “هذا نعم آسيدي ما شي طريق، هذا خطأ”.