قال جون فرانسوا جيرو، سفير فرنسابالرباط، إن الرباط وباريس، اللذين تربطهما شراكة استثنائية فريدة من نوعها، "يعدان فاعلين محوريين من أجل السلام والانفتاح والتنوع". وأكد فرانسوا جيرو، خلال حفل استقبال بمناسبة تخليد احتفالات العيد الوطني الفرنسي، أن "المغرب وفرنسا يخوضان سويا نفس المعارك ضد الاحتباس الحراري والإرهاب والتطرف، والهجرات غير الشرعية". ووقف الدبلوماسي الفرنسي، في كلمته، على التحديات التي يتعين مجابهتها خصوصا ما يتعلق بمجالات الصحة والعدالة وتشغيل الشباب، والتوزيع العادل لثمار النمو، واعتبر أن "هذه التحديات مشتركة في مجتمعاتنا، وأن فرنسا والمملكة يعضدان بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى قصد مواجهتها". الدبلوماسي الفرنسي أضاف أنه "في إطار علاقتنا القائمة على التكافؤ، واحترام استقلال وسيادة الآخر، فإن حوارنا ومبادلاتنا شهدت الزخم والهدوء الطبيعيين"، معبرا عن "مشاعر الامتنان العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وبعد أن أبرز الطابع المتفرد للشراكة الاستثنائية التي تجمع البلدين، ذكر السفير الفرنسي، من بين أمور أخرى، بتخليد قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، في 11 نونبر 2018 بقوس النصر بباريس، الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى. كما ذكر جيرو بتدشين العاهل المغربي والرئيس الفرنسي في نونبر 2018، لأول قطار فائق السرعة في إفريقيا، وكذا تدشين المنظومة الصناعية لمجموعة "بي إس أ" بالمغرب، والتي تجعل من المملكة أول مصنع للسيارات بالقارة الإفريقية. من جهته، قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، في كلمة له خلال حفل الاستقبال الذي نظم أمس الأحد بالرباط، إن "الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بلدينا تكتسب عمقا وكثافة، كما يعكسها العدد المهم من الزيارات من الجانبين، من قبيل تلك التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة احتفالات الذكرى المئوية لهدنة الحرب العالمية الأولى 1918، وكذا زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون قصد تدشين الخط فائق السرعة الذي يصل مدينتي طنجة والدار البيضاء". رئيس الحكومة أشاد بالدور الذي يضطلع به مختلف الفاعلين الاقتصاديين والبرلمانيين وكذا الفاعلين المؤسساتيين المحليين، من أجل تعزيز أبعاد التعاون الثنائي الاقتصادية والثقافية والإنسانية. كما نوّه العثماني بالدعم المتواصل الذي تقدمه فرنسا للقضايا الوطنية للمغرب ولأوراشه التنموية التي يطلقها الملك محمد السادس، مشيرا أيضا إلى تقارب الرؤى بين المغرب وفرنسا بشأن العديد من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية. ولفت العثماني الانتباه إلى التعاون النموذجي بشأن قضايا محاربة الإرهاب والتطرف والتغيرات المناخية وكذا تدبير تدفقات الهجرة، مبرزا "أهمية الجالية المغربية في فرنسا، وبالمثل الجالية الفرنسية بالمغرب، واندماجهما الناجح في المجتمعين على التوالي، وهو ما يسهم في تعزيز هذه الروابط المرتكزة على قيم الانفتاح والتسامح". وأضاف المصدر ذاته أن "العمل المشترك للبلدين في القارة الإفريقية من شأنه أن يشكل أيضا حافزا للتعاون الإفريقي – الأوروبي، وبالتالي المساهمة في رفع العديد من التحديات المشتركة". وكشف العثماني أن العلاقات المغربية الفرنسية ستشهد، في الأشهر المقبلة، على الخصوص، عقد الاجتماع رفيع المستوى المغرب – فرنسا، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمناسبة لتوطيد الدينامية التي أطلقها قائدا البلدين. كما أشاد رئيس الحكومة بالجهود المبذولة من قبل سفير فرنسا خلال السنوات الأخيرة، مجددا التأكيد على "الالتزام الراسخ بالمضي قدما في تجاه إضفاء دينامية متجددة للعلاقات الثنائية". يشار إلى أن حفل الاستقبال حضره أعضاء من الحكومة المغربية ووزراء سابقون وشخصيات دبلوماسية، بالإضافة إلى أفراد من الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب.