تمت، مساء اليوم الأحد، وسط تعزيزات أمنية مشددة، إعادة تمثيل فصول جريمة القتل الوحشية التي هزت مدينة مكناس يوم الثلاثاء الأخير، والتي ذهب ضحيتها الطفل رضا، البالغ 10 سنوات، بعد تعرضه للتصفية الجسدية المقرونة بهتك العرض من قبل شخص يبلغ من العمر 35 سنة، داخل بناية مهجورة كائنة قرب فضاء صهريج السواني. ووفق ما كشفته فصول تمثيل هذه الجريمة فإن المتهم الرئيسي، الملقب ب"بيور"، وهو من ذوي السوابق القضائية في القتل العمد والاعتداءات الجسدية والجنسية، عمد إلى استدراج الطفل القاصر إلى بباب البناية المهجورة، قبل أن يقوم بإدخاله عنوة إليها، وذلك بشنقه بكفي يديه حين لقي مقاومة شديدة من لدن الضحية. وبعد أن تمكن المتهم من إدخال الطفل إلى البناية المهجورة، التي كانت تستغل مقرا لأكاديمية مكناس تافيلالت في التقسيم الجهوي السابق، قام "بيور" بتقييد يدي ضحيته ليشرع في اغتصابه بالتناوب مع متهم آخر يلقب ب"الحسكة"، والذي لازال البحث جاريا لتوقيفه من طرف المصالح الأمنية على ذمة هذه القضية؛ قبل أن يعمد "بيور" إلى ضرب الطفل ثلاث ضربات قوية على مستوى الرأس باستعمال عصا خشبية، تلاها اعتداء "الحسكة" عليه باستعمال حجر على مستوى الرأس دائما. انتهت فصول هذه الجريمة، كما شخصها "بيور" بمسرح الحادث، بإقدام الأخير على ربط ضحيته على مستوى العنق باستعمال حبل كهربائي إلى الشباك الحديدي لنافذة قاعة تابعة للبناية المهجورة، حيث وقعت هذه الجريمة، وذلك حتى يتأكد من إزهاق روح الطفل، محاولة منه لطمس هوية الفاعل، خصوصا أن الضحية على معرفة به، نظرا لكونه يقيم بحي ابني امحمد حيث تقطن عائلة الضحية. إلى ذلك، مثل فصول هذه الجريمة، إلى جانب "بيور"، المتهم الرئيسي باقتراف هذا الفعل الجرمي، متهم ثان يلقب ب"الرمجاني"، يبلغ 17 سنة. وبينما مثل "بيور" بكل تلقائية ما اقترفه من أفعال في حق الطفل الضحية، بدا "الرمجاني" مترددا في أقواله، فتارة كان يقر بأنه فر من موقع الجريمة قبل قتل الطفل الضحية، وتارة يشير، باكيا، إلى أنه اكتشف جثة الهالك بعد أن حاول استطلاع ما يجري داخل البناية المهجورة. يشار إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني أصدرت في وقت سابق من هذا اليوم بلاغا حول هذه الجريمة، أوردت فيه أن توقيف المشتبه فيه الرئيسي جرى على خلفية نتائج الأبحاث والتحقيقات الميدانية المكثفة، المدعومة بالخبرات العلمية والتقنية الضرورية، التي أظهرت صلته المباشرة بجريمة الضرب والجرح باستعمال أداة راضة المفضي إلى الموت، المقرونة بهتك العرض بالعنف التي ذهب ضحيتها الطفل القاصر، الذي سبق أن شكل موضوع بحث لفائدة العائلة، قبل أن يعثر على جثته وهي تحمل آثار عنف بأحد الأبنية المهجورة بالقرب من فضاء صهريج السواني. كما مكنت الأبحاث، يضيف البلاغ ذاته، من توقيف مشتبه فيه قاصر، يبلغ من العمر 17 سنة، يشتبه في صلته بهذه الجريمة، فيما تتواصل التحقيقات من أجل توقيف مشتبه فيه ثالث، توافرت معطيات حول إمكانية مشاركته في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وأمرت النيابة العامة باستئنافية مكناس، في وقت سابق، بإيداع المتهمين الموقوفين سجن تولال، وذلك في انتظار الشروع في محاكمتها بالمنسوب إليهما.