اعتقل الرائد السابق لخضر بورقعة، العضو المؤسس في عام 1963 في أول حزب معارض في الجزائر، (جبهة القوى الاشتراكية)، من منزله في حي الحيدرة بالعاصمة الجزائرية وتم اقتياده لمكان غير معلوم، وفقا لما نقلته الصحافة المحلية الأحد. وذكرت صحيفة "ليبرتيه" الفرانكفورنية أن بورقعة (86 عاما)، وهو أحد قادة جيش التحرير الوطني الجزائري خلال حرب الاستقلال عن فرنسا في عام 1962 ، تم توقيفه السبت في نحو الساعة 14:00 ت.م. (13:00ت.ج.) على يد اثنين من رجال الشرطة اللذين اقتاداه على متن سيارة لجهة مجهولة. وأشارت الجريدة إلى أن بورقعة اتصل بأسرته لإبلاغهم باعتقاله ولكنه لم يتمكن من إخبارهم بالموقع الذي يوجد به. وندد (جبهة القوى الاشتراكية) باعتقال "أحد الرموز القليلة للثورة الجزائرية المجيدة، التي ما زالت على قيد الحياة"، مؤكدا أن "الحزب يرى أنه لا توجد أي ذريعة مقبولة، أمام انتهاك التاريخ وأحد مهندسيه الشجعان". وأضاف الحزب "نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط، عنه". ويأتي القبض على بورقعة، الذي يحمل في الجزائر لقب "مجاهد" المخصص للمناضلين البارزين خلال حرب الاستقلال ضد فرنسا، بعد يومين من انتقاده للوضع السياسي على صفحات الصحيفة الإلكترونية "Tout sur l'Algérie". وقال بورقعة إن السلطة لديها خطة، ولديها بالفعل اسم الرئيس المستقبلي، وتبحث عن وسيلة لإضفاء الشرعية عليه، داعيا لعدم المشاركة في مهزلة سياسية نتيجتها معروفة مسبقا. وتزايدت الاعتقالات في الجزائر في الأيام الماضية فيما يبدو محاولة من النظام العسكري لقمع الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي تنظم أيام الثلاثاء والجمعة في الكثير من مدن البلد العربي منذ ال22 من فبراير الماضي. وقدم عبد العزيز بوتفليقة، الذي تولى السلطة في عام 1999 ، استقالته في مطلع أبريل الماضي بعد ستة أسابيع من الاحتجاجات الواسعة في الشارع وفي ظل توتر بين قائد الجيش أحمد قايد صالح ودائرة السلطة التي كانت تحمي الرئيس المريض. وبعدما أصبح رجل الجزائر القوي الجديد، دفع صالح بحملة "الأيدي النظيفة" التي أفضت لاعتقال عشرات من رجال الأعمال والساسة والعسكريين ذوي الصلة بعائلة وحاشية بوتفليقة، وبينهم شقيقه سعيد بوتفليقة ورئيسي الوزراء السابقين أحمد أويحيى وعبد المالك سلال