يضم المنتجع السياحي أوريكة حوالي 40 ألف نسمة، وبه مؤسسات سياحية عدة تستقبل السياح المغاربة والأجانب بشكل يومي، لكنه يشكو من خصاص مهول في الموارد البشرية بقطاع الصحة وتدني خدماته، ما يزيد من حجم معاناة سكان هذه المنطقة التي جالت بها هسبريس ووقفت على الظروف الصعبة التي تواجه سكانها في الاستفادة من الخدمات الصحية التي تنص عليها الوثيقة الدستورية والخطب الملكية. هسبريس زارت المركز الصحي لجماعة أوريكة وصادفت الفترة المخصصة لتلقيح الأطفال، وعاينت مجموعة من النساء رفقة براعمهن ينتظرن فتح باب هذه المؤسسة الصحية، واستمعت لما يؤلمهن، فلخصنه في ساعات الانتظار الطوال، وسوء المعاملة. ما حكته الأمهات لهسبريس عززته شكاية وجهتها جماعة أوريكة إلى المندوبة الجهوية لوزارة الصحة بخصوص تعرض مستشار جماعي وسيدة رفقة زوجها بالمركز الصحي للسب والشتم والكلام النابي، والتصرفات غير اللائقة، والطرد. تنديد باحتقار مؤسسة منتخبة نجاة الناصري، مستشارة من فريق المعارضة بالمجلس الجماعي لأوريكة، قالت لهسبريس إن "المستوصف لا يلبي حاليا حاجيات الساكنة، وأضحى يعاني من نقص مهول في التجهيزات، أما ظروف التطبيب، والولادة الطبيعية والقيصرية، ومراقبة الحمل، وصحة الأم وجنينها، فحدث ولا حرج". وأضافت الناصري أن "حجم معاناة النساء من ظروف الولادة الصعبة وما يترتب عنها من آلام لا حد له، لانعدام أبسط أدوات التطبيب وشروط سلامة وصحة الأم وجنينها". أمام هذا الوضع، قرر أعضاء المجلس الجماعي توجيه دعوة إلى المديرة الجهوية للصحة، بمناسبة انعقاد دورة ماي 2019، لمناقشة مشكل الصحة بالجماعة، لكن الأخيرة لم تحضر، ما اعتبره المنتخبون "احتقارا لمؤسسة دستورية منتخبة تمثل إوريكن"، يقول عبد العزيز أيت عدي، رئيس جماعة أوريكة. وأضاف في تصريح لهسبريس: "وجهنا عدة شكايات إلى المديرة الجهوية بخصوص الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي، الذي أضحى مشكلة في حد ذاته، بسبب الضغط التي يعيشه في ظل قلة الموارد البشرية وارتفاع عدد السكان، ما يتطلب تدخلا عاجلا". وتابع بأن "جماعة أوريكة من الجماعات التي تعاني الحيف في الخدمات الصحية، وقد طرقنا جميع الأبواب من أجل تحسين وضعية هذا القطاع، برفع ملتمسات إلى المسؤولين الإقليميين والجهويين، وكذا وزير الصحة، الذي وجهنا إليه رسالة خلال شهر يوليوز 2018". وهدد رئيس جماعة أوريكة بتقديم أعضاء المجلس استقالة جماعية "إذا لم تتدخل الجهات المسؤولة لعلاج الصحة العليلة بهذا المنتجع السياحي"، بحسب تعبيره. وخلال لقاء جمع هسبريس بفاعلين جمعويين يترافعون عن هموم ومشاكل منطقة أوريكن، قال عبد الرزاق عزام: "لقد ارتفع عدد سكان جماعتنا الترابية القروية التي حباها الله بمعطيات طبيعية تجلب السائح الأجنبي والمغربي، لكن القاطنين بها وزوارها يعانون الكثير بسبب ضعف الخدمات الصحية وصعوبة الولوج إليها"، وأوضح أن الجماعة تتوفر على "طبيب واحد لفائدة 40 ألف نسمة، لا يلتزم بأوقات عمل مضبوطة، ويستدعى لكل الحملات الطبية". "سوء تدبير مواعيد إجراء الفحوصات بهذا المركز الصحي، الذي بني في الفترة الاستعمارية، تتطلب الانتظار مدة طويلة بمنطقة شاسعة وذات تضاريس وعرة"، يقول الفاعل الجمعوي نفسه، الذي أشار إلى أن "النساء الحوامل يشتكين أيضا من مصلحة التوليد التي لم تعد صالحة، لأنها مهددة بالسقوط، وكذا من غياب المداومة". ضعف الخدمات الصحية بالبرلمان في تعقيب له، عرض النائب البرلماني مراد الكورش، عن حزب العدالة والتنمية، خلال جلسة لمجلس النواب عقدت يوم الاثنين عاشر يونيو الجاري، "ضعف الخدمات الاستشفائية بعدة جماعات تعاني من استمرار إغلاق العديد من المراكز الصحية بإقليمالحوز، رغم توفرها على التجهيزات اللازمة، ومن غياب الأطر الطبية عن العمل في بعض المراكز حيث الحضور لا يتعدى يومين أو ثلاثة في الأسبوع"، مسجلا "عدم تجاوب مندوبي الوزارة بالإقليم والجهة مع الجماعات الترابية لتدارس المشاكل المطروحة". مستشفى القرب هو الحل ولعلاج مشكلة الصحة بإوريكن وباقي الجماعات، كستي فاظمة وأكايمدين وأغمات، التي يتجاوز عدد سكانها سقف 80 ألف نسمة، يقترح هشام بلعطار، رئيس اتحاد جمعيات المجتمع المدني بأوريكة، "إحداث مستشفى القرب وتعزيزه بالطاقم الطبي والممرضين الموزعين على المراكز الصحية المنتشرة بهذه المناطق، كحل جذري لما تعاني منه هذه المناطق الجبلية من نقص في خدمات لا تقبل التأجيل والبيروقراطية الإدارية"، بتعبيره. مشكلة الطبيب ستعالج ولأن المندوب الإقليمي للصحة بالحوز لم يتفاعل مع اتصالاتنا، كما أن أجوبته "لا تشفي الغليل"، بحسب تصريحات المنتخبين والنشطاء المدنيين بجماعة أوريكة، تواصلت هسبريس مع لمياء شاكري، المندوبة الجهوية للصحة بمراكش، التي قالت إن "رئيس الجماعة لم يفاتحني أبدا في هذه المشاكل، لذلك لا يجب عليه أن يقيم عملي وتدخلي"، مضيفة: "أظن أن مشكلتهم لا ترتبط بالعرض الصحي، كما أوضح لي المندوب الإقليمي". واعتبرت المندوبة الجهوية أن "مشكلة أهل أوريكة ترتبط بالطبيب المركزي"، موردة أنها ستنظر في الأمر، بتنسيق مع المندوب الإقليمي، من أجل تعزيز هذا المركز الصحي بمنصب آخر. وبخصوص مستشفى القرب، ربطت هسبريس الاتصال بهشام نجمي، الكاتب العام لوزارة الصحة، الذي طلب منا مراجعة المندوبة الجهوية، التي قالت إن "مسألة إحداث مستشفى القرب سأناقشها مع عمال إقليمالحوز في المقبل من الأيام، وحينها سننظر إن كان هذا المطلب يستوفي الشروط والقوانين التي تحدد العرض الصحي، لأن بناء مركز صحي أو مستشفى يخضع لمعايير وجب توفرها"، بتعبيرها.